المنتخب الوطني أو الاندية، لكن في الفترة الاخيرة باتت ازمة الملاعب بمثابة مرض عضال اصاب جسد الكرة التونسية واصبح من الصعب الشفاء منه، أياما وأشهرا وسنوات تمرّ والمسؤولون عاجزون عن ايجاد حلول لهذا الاشكال حتى باتت عديد الملاعب غير مؤهلة لاحتضان التمارين فما بالك بالمباريات الرسمية...
لا تعد ظاهرة النقائص في البنية التحتية وضعا استثنائيا بل اصبحت واقعا مرّا يفرض على الاندية ان تتعايش معه والأدهى من ذلك أن الصمت المحيّر واللامبالاة للسلط المختصة والمشرفين على الملاعب التي اغلقت للصيانة وبعضها طالت فيه الاشغال لمدة اثارت الكثير من نقاط الاستفهام. الوضع كان ينبئ بالخطورة وضرورة فتح الملف بصفة عاجلة قبل أن يتطور الامر الى ما لا تحمد عقباه، وفي هذا الاطار تلقت الجامعة التونسية لكرة القدم مؤخرا مراسلة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ‹كاف› ليحيطها علما بضرورة توفير ملاعب تستجيب لكراس شروط الهيكل المشرف على كرة القدم. وأكّد وديع الجريء رئيس الجامعة في تصريحات اعلامية ان ‹الكاف› رفض تأهيل كل الملاعب التونسية مشيرا الى كونها لا تتطابق مع كرّاس الشروط بما في ذلك ملعب رادس فقد أفاد الهيكل الافريقي انه يتطلب اجراء عديد التحسينات... للتذكير فإن البرنامج الانتخابي لرئيس المكتب الجامعي وديع الجريء تضمن بندا يتعلق بتطوير البنية التحتية رغم انه ليس من مشمولاته بل من مشمولات الحكومة وهي نقطة قد لا يغفرها له منتقدوه في صورة تواصل الوضع على ما هو عليه وغياب اي تطوير او إصلاح لوضعية الملاعب.
منتخب بلا ملعب
اضاف الجريء في تصريحه الاعلامي ان ازمة البنية التحتية قد تنعكس على المنتخب الوطني الملتزم باجراء تصفيات كأس افريقيا للامم المبرمجة بالكاميرون في 2021، مشيرا الى أن نسور قرطاج قد يجدون انفسهم غير قادرين على استضافة منافسيهم في تونس في صورة عدم وجود ملعب يستجيب للمواصفات التي وضعها ‹الكاف›.
وتجدر الاشارة الى ان ‹الكاف› اجل الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات التي كانت مبرمجة في مارس الى شهر جوان بسبب جائحة كورونا وقد يتم التأجيل مرة اخرى مع تواصل انتشار الفيروس في العالم عامة والقارة السمراء على وجه الخصوص.
ازمة حارقة جديدة
بعد المراسلة الاخيرة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم الى الجامعة، سيتحتم على هذه الاحيرة ايجاد حلول عاجلة لمشكل البنية التحتية حتى لا تجني على المنتخب الوطني والفرق التي ستخوض المسابقات القارية في الموسم القادم. وهذا الامر سيضطرها الى فتح هذا الملف مع سلطة الاشراف والحكومة في اسرع وقت تجنبا لتعمّق الاشكال. وفي الوقت الراهن لا يبدو ان الرياضة وتحسين البنية التحتية الرياضية يحتل الاولوية بالنسبة الى الدولة وهي المنشغلة في الفترة الحالية بمكافحة فيروس كورونا.
متاعب البنية التحتية كابوس لا ينتهي
يمكن القول إن ازمة الملاعب في الكرة التونسية باتت كابوسا يؤرق كل المتابعين للشأن الرياضي وتتطلب تدخلا عاجلا لاصلاح الاوضاع خاصة مع ‹تهديدات› الاتحاد الافريقي بحرمان المنتخب من اجراء لقاءاته بتونس.
قبل سنتين تقريبا، كانت الملاعب خارج نطاق الخدمة في الرابطة الأولى تعد على أصابع اليد الواحدة حيث يتعلق الامر بملعب 15 أكتوبر ببنزرت والملعب البلدي بحمام الأنف وملعب المتلوي وفي بعض المناسبات يتم إغلاق ملعب رادس لفترة وجيزة لكن في الموسم الحالي او الذي سبقه، جثمت أزمة الملاعب بقوة وفي أكثر من ملعب فالنجم الساحلي وجد نفسه يتنقل بين بوعلي لحوار بحمام سوسة وملعب مصطفى بن جنات بالمنستير واحيانا ملعب رادس بالنسبة للقاءاته القارية نتيجة أشغال الصيانة والتوسعة التي يعرفها ملعب سوسة الاولمبي.
وفتح هلال الشابة الوافد الجديد على قسم النخبة صفحة المتاعب مبكرا بعد إغلاق ملعبه للصيانة فاضطر خلال الجولة الثالثة ذهاب من البطولة الى استضافة النادي الإفريقي في ملعب رادس.
واستضاف نادي حمام الأنف النادي الإفريقي في الجولة الافتتاحية من سباق الرابطة الأولى في ملعب المنزه بسبب غلق الملعب البلدي بحمام الأنف أبوابه للصيانة.
واستمرت معاناة نجم المتلوي فبعد ان خاض جل مبارياته كمضيف خلال الموسم الماضي بالرديف، حتّم عليه تواصل غلق ملعب المتلوي إجراء لقاءات الموسم الحالي في الملاعب المجاورة وكانت البداية خلال مباراة مؤجلة من الجولة الاولى من الرابطة الاولى باستضافة الجار اتحاد بن قردان بالمظيلة وحتى اتحاد بن قردان فقد حُرم من ملعبه في مباراته الاولى ضمن سباق البطولة بسبب أشغال التعشيب استعدادا للمباراة القارية مما جعله يستضيف شبيبة القيروان في ملعب حمدة العواني بمدينة الاغالبة. اما اكثر الفرق التي ارهقتها ولا تزال ازمة البنية التحتية فهو النادي البنزرتي فمنذ قرابة 3 سنوات وجد نفسه مجبرا في كل مرة على البحث عن ملعب بديل، وتجدر الإشارة الى أن ملعب 15 أكتوبر أغلق ابوابه في ديسمبر 2016 للقيام بأعمال الصيانة وتعشيب الأرضية الرئيسية وانجاز السبورة اللامعة قبل أن يفتح بعد فترة لكن في 2017 تم غلق الملعب ثم فتح الملعب لفترة وجيزة قبل غلقه الى حد بلغ فيه الملف اروقة القضاء. وشهد الموسم الماضي سابقة مثيرة ذلك ان دربي العاصمة بين الترجي والنادي الافريقي كان مصدر جدل كبير في بسبب اغلاق ملعب رادس لصيانة العشب وظلّت ابرز مباريات البطولة التونسية تبحث عن ملعب يحتضنها الى ان استقر الرأي على ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير...ورغم كل هذه المشاكل التي عصفت بالملاعب فإن هناك ما يشبه اللامبالاة من قبل سلطة الاشراف والهياكل المختصة على الاهتمام بابرز مقومات الكرة واحد الشروط الواجب توفرها قبل ان نطالب اللاعبين بتقديم اداء جيد.