كورونا تكشف الوجه الأخر للجماهير الرياضية و المجموعات : انضباط ... تبرعات و حمالات توعية على مدار الساعة

عنف ... فوضى ... كر وفر داخل وخارج الملاعب من المواضيع التي لا تمر جولة من سباق البطولة التونسية دون الحديث عنها ما استوجب جملة

من الإجراءات في المحاولة للحد منها عبر التقليص من طاقة الاستيعاب مرورا إلى السماح فقط لجماهير الفريق المضيف بالحضور إضافة إلى العقوبات المالية المسلط على فرقها و كذلك التأديبية بإقرار الويكلو في حالة عودتها إلى الشغب.
إجراءات بالجملة على امتداد سنوات و تحديدا منذ الثورة لم تأتي بأكلها في ظل تزايد تفاقم هذه الظاهرة خاصة بين المجموعات سواء المنتمية لنفس الفريق و هو ما التمسناه خاصة مع مجموعات الترجي التي عجلت هيئته المديرة لغلق مدارج الفيراج التي تعد معقلا لهذه المجموعات و كذلك مجموعات الإفريقي والنجم ...و القائمة تطول و بين مجموعات كل فريق ليخرج الأمر مؤخرا عن السيطرة بتحوله من المدارج إلى الشوارع حيث سجلت بعض المناطق و تحديدا بتونس الكبرى حالة من الفوضى و الذعر في صفوف المتساكنين بتسجيل كم هائل من الصراعات في بعض الأحيان رافقتها عمليات تخريب و تهشيم للممتلكات استوجبت تدخل الأمن في أكثر من مناسبة للقيام بعملية التفرقة و الإيقافات.

انعدام الحلول
تفاقم مظاهر العنف بين الجماهير وخاصة المجموعات التي تمتلك تنظيما محكما و قوانين خاصة بها لها من التأثير على نفسية المنتمين اليها ما يجعلهم مستعديين لتحمل اي تابعات قانونية بصدر رحب مهما كانت صرامتها جعلت السلط المعنية من وزارة شباب ورياضة و جامعة تونسية لكرة القدم و الهيئات المديرة و وزارة الداخلية عاجزة على إيجاد حل لهذه الأزمة التي أخذت في التفاقم من موسم إلى اخر.

كورونا تقلب الموازين
غياب الحلول تزامن مؤخرا مع بصيص من الأمل فان كان لجائحة فيروس كورونا الذي ضرب العالم بقوة تداعيات سلبية على جميع الأصعدة و دون استثناء إلا انه ساهم في ظهور الوجه الآخر للجماهير والعديد من المجموعات التي رمت بتعصبها و انتمائها و قوانينها وما تعيشه من صراعات فيما بينها خلفها لتبرز وجهها الحقيق و مدى وفائها للوطن بالوقوف في صف بعيدا عن الانتماءات و الألوان من خلال استغلال صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و مواقعها لجمع التبرعات و المساهمة في مد يد العون للوطن و خاصة ضعاف الحال , إضافة لمساهمتها في عمليات التوعية لما تمثله هذه الجائحة من خطر الصحة مع تخصيص برامج خاصة عبر الصفحات الرسمية للتشجيع على البقاء في المنازل من مسابقات و بث مقابلات مسجلة لفرقها.

فرصة لمراجعة الحسابات
تغير المعطيات و حالة الوعي والانضباط و خاصة المساهمة في الوقوف إلى جانب الوطن في أزمته من قبل أطراف كانت منذ أسابيع تشكل خطرا على فرقها و الرياضة التونسية و امن و استقرار الجماهير فرصة قد لا تتكرر كثيرا أمام سلط الإشراف من وزارة شباب ورياضة و جامعة تونسية لكرة القدم ورؤساء جمعيات و وزارة داخلية و كل من له صلة بهذا الملف للجلوس على طاولة واحدة بتشريك أهل الاختصاص من علماء اجتماع و نفس و خاصة المشرفين على هذه المجموعات للوقوف على الأسباب التي تقف وراء أعمال العنف و التخريب داخل و خارج الملاعب بهدف الحد في مناسبة أولى من هذه الظاهرة على أن يتم القضاء عليها تدريجيا و هو ما نجحت في تحقيقه العديد من الدول على غرار انقلترا بفتح قنوات الاتصال و التواصل مع جماهيرها و خاصة « الهولنيقانز» لتصبح ملاعبها مصدر ترفيه و متعة.

عامل الوقت
عامل الوقت و الظرف الحالي الذي لن يسمح بعودة الجماهير إلا مع انطلاقة الموسم المقبل بما أن اقتراب موعد استئناف البطولة سيقتصر فقط على الفرق و بالتالي الحديث عن ما لا يقل عن 6 اشهر عن احتجاب الجماهير عن المدارج سيكل فرصة جدية للسلط المعنية للجلوس و وضع برامج كفيلة للإحاطة بهذه الفئات عبر التحاور معها و الإصغاء إلى مشاغلها و الأسباب التي تقف وراء ما تقدم عليه من عنف داخل و خارج الملاعب بما يضع حدا لمظاهر العنف والفوضى والتخريب ويساهم في تطور مستوى الفرق التونسية التي أكدت العديد من المناسبات الكبرى كالأدوار النهائية للمسابقات المحلية والقارية أنها تستمد قوتها من جماهيرها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115