له أن كان مسؤولا في الأحمر والأبيض لكنه وجد نفسه رئيسا للنادي الإفريقي لمدة 5 سنوات جعلت السؤال يعود مجددا إلى الأذهان في ظل الواقع الذي يمر به نادي باب الجديد.
المشاكل التي يعيشها النادي الإفريقي حاليا لا تشمل فرع كرة القدم فقط بل إن الواقع في فرعي كرة اليد والسلة أشد صعوبة من الواجهة الأولى للنادي دون الحديث عن وضعية الشبان في كافة الفروع وما يعيشه مركب المرحوم منير القبائلي...
صحيح أن الرياحي خرج من النادي الإفريقي في جلسة 12 أكتوبر الماضي إلا أن تركته كانت ثقيلة على الهيئة التسييرية التي وجدت نفسها أمام عدة مشاكل أولها القضايا المتخلدة في ذمة الهيئة القديمة وضرورة توفير الأموال حتى لا يخسر الفريق نقاطا تزيد في تعقيد الوضعية في البطولة ليفتح ملف المدرب واللاعبين وعقودهم أبواب مشاكل إضافية.
البداية بـ«روزيكي»
تأكد المهاجم الزيمبابوي «ماثيو روزيكي» أن موقفه غير قانوني وأن هروبه من الفريق سيكلفه الكثير ما جعله يرحب بالعودة من جديد ويخوض مواجهة واحدة مع الأحمر والأبيض جعلته يخرج الرابح الأكبر من القضية التي رفعتها هيئة الإفريقي المتخلية بما أن عودة المهاجم اقترنت بشروط جديدة تمثلت في أولا تخلي النادي الإفريقي عن القضية المرفوعة ضد اللاعب في الاتحاد الدولي لكرة القدم ثانيها الاعتراف أن «روزيكي» لم يتحصل على رواتب شهري ماي وجوان ومنحة الفوز بالكأس بالإضافة إلى جراية شهر سبتمبر وذلك بمبلغ 92500 يورو أما ثالثها فيتمثل في بند: بمجرد عدم حصول اللاعب على مستحقاته لشهرين متتابعين فأنه بإمكانه التقدم بشكوى للفيفا ليتحصل على كامل جرايته إلى حدود نهاية عقده في جوان 2018.
هذه البنود جعلت المهاجم في موقف قوة بعد أن كان مطالبا لدى النادي الإفريقي وهو ما يفسر هروبه وعدم عودته للفريق رغم محاولات المسؤولين إثناءه عن الرحيل وهو ما جعل مروان حمودية يؤكد نهاية العلاقة مع المهاجم «ماثيو روزيكي».
عقد «سيموني الملغوم»
استغربت جماهير النادي الإفريقي القرار القاضي بالتخلي عن خدمات المدرب شهاب الليلي خاصة أن الفريق تمكن من تحقيق لقب كأس تونس وبلغ الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإفريقي وهي بنود اتفق عليها الرياحي مع المدرب شهاب الليلي لكن القطيعة كانت عنوان المرحلة رغم أن نسخة الليلي أظهرت مؤشرات واعدة للموسم الحالي...
صائفة الإفريقي حملت الجديد بالتعاقد مع المدرب الإيطالي «ماركو سيموني» بعقد يمتد على موسمين وبهدف رئيسي هو الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإفريقي وهو ما لم يتحقق بل أكثر من ذلك بما أن نسخة «سيموني» في البطولة عرفت نكسات محلية وخروجا قاريا فرض التغيير الذي لم يحصل ليواصل الإيطالي المهمة وتجد الهيئة التسييرية المؤقتة نفسها في
موقف لا تحسد عليها بما أن عقد الإيطالي ومساعديه كان «ملغوما» ببند جعل الهيئة لا يمكنها أخذ القرار بما أن قرار القطيعة مع المدرب سيكلف الخزينة مبلغ مليار و800 ألف دينار بما أن الهيئة المتخلية فرضت أن قرار أبعض الحلال يجبر الأفارقة على دفع جرايات المدرب إلى غاية نهاية عقده.
الغريب أن الهيئة المتخلية اتخذت قرار تنحية «سيموني» بعد الإخفاق القاري لكنها تراجعت وفضلت رمي الكرة في مرمى الهيئة المستقبلية التي وجدت نفسها في مفاوضات غير متكافئة بما أن موقفها هو الضعيف مقارنة بالمدرب «ماركو سيموني» الذي استغل ذلك وبات يناور ويهدد بتطبيق البند الذي تضمنه عقده.
«أبوكو» حلقة جديدة
لم يتوقف صداع الهيئة التسييرية عند المدرب والمهاجم الزيمبابوي «ماثيو روزيكي» بما أن أخر الأخبار تؤكد قضية جديدة وملف شائك يتمثل في أفضل انتدابات الإفريقي الصيفية المدافع الغاني «نيكولاس أبوكو» الذي تؤكد الوقائع أنه في حل من أي ارتباط مع الأحمر والأبيض ويمكنه مغادرة الفريق والإمضاء مع فريق جديد حيث كان على الهيئة المتخلية أن تمكن فريقه الغاني من مبلغ 200 ألف دولار في صورة التعاقد رسميا معه إلا أنها وفرت تسبقة لرئيس النادي الغاني بمبلغ 10 ألف دولار.
البند الذي تضمنه عقد المدافع الغاني هو أن يحصل فريق تشلسي الغاني على مبلغ 200 ألف دولار بعد شهرين مـن التعاقد مع المدافع وبمـــا أن «أبوكو» امضـــي في شهر أوت فإن المـدة قد انقضت وتجعـل الفريق الغاني فـي موقف قوة يفـرض استرجاع لاعبـــه في صورة عــدم الحصول علـــى المبلغ في الـمدة المحددة...
الوضعيــة باتت معقدة وصعبــــــة والهيئة ستجد نفسهــــا أمام ملـف شائك جديد قد يجعلهــا مطالبــــة بتوفيـــــر المبلغ للفريـق الغاني خاصــة أن «أبوكــــــو» أعلن رغبته فـي مواصلة التجربة مع الإفريقي لكن مع ضرورة تمكينه من الرواتب المتخلدة.
من المستفيد أكثر؟
الكل يتذكر اقتحام سليم الرياحي عالم الرياضة من بوابة النادي الإفريقي بعد أن كان طموحه السياسي أكثر لكنه اصطدم بالواقع ليخرج بخفي حنين من المعركة السياسية الأولى ليجد في الإفريقي الواجهة الأمثل لتحقيق أسم في عالم السياسة بعد أن فشل «حزب توة» في التموقع في الخارطة السياسية بعد الثورة لتعلن صفقات الرياحي مع الأحمر والأبيض والمصاريف
التي لا ينكرها أحد بداية جديدة لطموحات الرجل سياسيا سيما أن نجاح الأفارقة قد يعود بالنفع في ظل القاعدة الجماهيرية الكبيرة لنادي باب الجديد.
الإفريقي استفاد من طموحات الرياحي في بداية المشوار ودخل سوق الانتقالات بثقل كبير وبات يصارع الكبار بل أصبح يهدد بعد أن عانى من الصعوبات المالية التي جعلته يبتعد عن المنافسة قليلا خاصة أن رئيسه الجديد أعلن طموحات كبيرة وبناء سقف من الأحلام جعلت الجماهير تنتظر إفريقي جديد سيأكل الأخضر واليابس وتزامنا مع النادي الإفريقي في نسخته الجديدة تغير أسم حزب سليم الرياحي وبات «الوطني الحر» أكثر وقعا في المشهد السياسي لم لا وانتخابات 2014 أكدت الواقع الجديد للحزب حديث النشأة حيث نال المركز الثالث في الانتخابات التشريعية بـ110 .137 صوتا جعلته يفوز بـ16 مقعدا في مجلس النواب فرض دخول «الوطني الحر» المعادلة السياسية بل بات محل صراع الحزبين الفائزين بالانتخابات أما في الانتخابات الرئاسية فإن نتيجة سليم الرياحي تؤكد ثقل النادي الإفريقي في الواقع الانتخابي حيث جاء رئيس حزب «الوطني الحر» في المركز الخامس متقدما على عدة شخصيات سياسية لها تاريخها.
بعد الانتخابات تغيرت المعادلة وواقع الإفريقي الحالي يطرح سؤال من استفاد أكثر النادي الإفريقي أم سليم الرياحي خاصة أن نادي باب الجديد يتخبط في «تركة» ثقيلة تركها الرئيس المتخلي فيما أعلنت الأخبار عودة الرياحي إلى عالم السياسة من باب «ترويكا جديدة».