إيطاليا خارج كأس العالم روسيا 2018: «الأزوري» يحيي ذكريات 60 سنة..الغضب يسيطر على الجماهير ونهاية الجيل الذهبي

بالتأكيد هي واحدة من أهم المفاجآت في تاريخ تصفيات المونديال وكرة القدم بشكل عام غياب المنتخب الإيطالي عن نهائيات كأس العالم

على يد السويد المكافحة مثل صدمة كبرى ليس لجماهير وعشاق كرة القدم الإيطالية فقط بل والعالمية أيضا.

فعلى مدار 60 عاما وتحديدا منذ عدم التأهل لمونديال 1958 وإيطاليا متواجدة بشكل أساسي في جميع البطولات الماضية بل أن لها أيام مجد لا تنسى فبجانب الفوز بمونديالي 1934 و1938 قبل الغياب الأول نجح المنتخب الإيطالي خلال البطولات الماضية في الحلول ثانيا في مونديال 1970 خلف البرازيل والفوز بالمركز الثالث في المونديال الذي استضافه على أرضه عام 1990 بجانب التتويج بلقب بطولتي 1982 و2006.

وتعد إيطاليا هي القوة الكروية الكبرى الثانية التي تأكد غيابها عن مونديال «روسيا 2018» بعد هولندا التي فشلت في التأهل المباشر أو التواجد في الملحق الأوروبي عقب احتلالها المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 19 نقطة بفارق الأهداف خلف السويد أي أن المملكة الإسكندنافية لعبت دور البطولة في الإطاحة بإيطاليا بطلة المونديال 4 مرات وهولندا الحاصلة على الوصافة 3 مرات أعوام 1974 و1978 و2010 وثالثة مونديال 2014.

والمفارقة الأخرى الكبرى أيضا أن إيطاليا عندما فشلت قبل 60 عاما في التواجد في نهائيات كأس العالم عام 1958 كانت البطولة مقامة على الأراضي السويدية التي يبدو وكأنها شكلت عقدة مونديالية لـ«الأزوري».

وانحدرت مسيرة إيطاليا في النسخ الأخيرة من المونديال من سيئ إلى أسوأ منذ التتويج بلقب كأس العالم عام 2006 إذا خرجــــت من الدور الأول فـــي البطولتين السابقتين في جنوب إفريقيا عام 2010 و2014 في البرازيل.

ردود أفعال الصحافة الإيطالية
اعتبرت الصحافة الرياضية الإيطالية أن فشل منتخب بلادها في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى منذ 60 عاما هو أشبه بـ «نهاية العالم» و«إهانة» وتعادل المنتخب الإيطالي دون أهداف أمام ضيفه السويدي في إياب الملحق المؤهل إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 وفشل في بلوغ البطولة لكونه خسر ذهابا الأسبوع الماضي بنتيجة (1 - 0).

وعنونت صحيفة «لا ستامبا» «نهاية العالم...وداعا للمونديال» معتبرة أن ما جرى يمثل «قفزة إلى الخلف» وأضافت: «هناك ما هو أسوأ في الحياة لكن في هذا السياق يصعب هضم ما جرى إنها قفزة إلى الخلف لـ60 عاما وفي عصر خرجت فيه إيطاليا بشكل قاس مرتين من دور المجموعات» في إشارة إلى إقصاء المنتخب في 2010 و2014 من الدور الأول للنهائيات.

وعنونت صحيفة «كورييري ديللا سيرا» «من دون مونديال بعد 60 عام» مع صورة للقائد الحارس المخضرم «جانلويجي بوفون» وهو يبكي وكتب «ماسيمو غراميليني» في الصحيفة: «مونديال من دون إيطاليا أو بالأحرى إيطاليا من دون مونديال وداعا أيتها الليالي السحرية وداعا لمجموعات المتفرجين الوهم أن نعول على شيء ما على الأقل في كرة القدم».

وكرست صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» صفحتها الأولى لعنوان عريض هو «النهاية» مع صورة لبوفون الذي أعلن بعد المباراة اعتزاله اللعب دوليا من جانبها جمعت صحيفة «لا ريبوبليكا» عبارات عدة في عنوان واحد «خسارة الأزوري المونديال من دون إيطاليا دموع بوفون: لقد فشلنا».

وذهبت صحيفة «توتوسبورت» الرياضية التي تصدر في مدينة «تورينو» إلى أبعد من ذلك وكتبت: «إيطاليا لن تذهب إلى المونديال لأنها لا تستحق ذلك الإهانة لا تطال فقط «جانبييرو فنتورا» الذي لن يكون مدربا للمنتخب بعد اليوم وإنما منظومة كرة القدم».
ورمت صحيفة «كورييري ديللو سبورت» بدورها «الجميع خارجا!» في عنوان كبير على صفحتها الأولى معتبرة أن «فنتورا سيذهب لكن يجب ألا يكون الوحيد».

«اعصار الاعتزال» يضرب المنتخب
حذا كل من لاعب وسط روما «دانييلي دي روسي» وقطب دفاع يوفنتوس «أندريا بارزالي» حذو قائد فريق «السيدة العجوز» والمنتخب الإيطالي لكرة القدم «جانلويجي بوفون» وأعلنا اعتزالهما اللعب دوليا عقب الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

وأعلن «بوفون» (39 عاما) اعتزاله اللعب دوليا مباشرة عقب نهاية مباراة إياب الملحق الأوروبي أمام السويد التي انتهت بالتعادل السلبي وفشل على إثرها المنتخب الإيطالي في حجز بطاقته للنهائيات للمرة الأولى منذ عام 1958 الثالثة في تاريخه بعد النسخة الأولى في أوروغواي عندما قرر عدم المشاركة.

وكان «بوفون» و«دي روسي» و«بارزالي» الثلاثي الأخير المتوج بلقب كأس العالم مع إيطاليا عام 2006 الذي لا يزال يلعب على أعلى مستوى...وقال «بارزالي» (36 عاما و73 مباراة دولية): «إنها أكبر خيبة أمل في حياتي من وجهة نظر رياضية...أنها خيبة أمل استثنائية تكرار هذه المجموعة أمر صعب جدا لا أجد الكلمات للتعبير عن ذلك حقبة تنتهي وأخرى تفتح بلاعبين شباب لديهم رغبة كبيرة».

من جهته أكد «دي روسي» (34 عاما) اعتزاله اللعب دوليا بعد 117 مباراة مع المنتخب الإيطالي وقال: «أتدرب منذ 16 أو 17 عاما في «كوفيرتشيانو» (مركز التدريبات الخاص بالمنتخب الإيطالي) وأعتقد أنني خلعت هذا القميص للمرة الأخيرة الأمر مؤلم...بعد المباراة كانت هناك أجواء جنائزية».

وقال «بوفون» بعد المباراة «إنه أمر تعيس وحزين أن تنتهي الأمور بهذا الشكل إنها مباراتي الأخيرة في صفوف المنتخب الوطني...أترك تشكيلة مليئة بالمواهب ستقول كلمتها في المستقبل من بينها «جيجي دوناروما» و«ماتيا بيران»...وتابع: «لا أشعر بالأسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الإيطالية لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية لأننا شعب يملك كبرياء وتصميما وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض».

وفي المقابل لم يعلن «جورجو كيليني» (33 عاما) أحد ركائز التشكيلة الإيطالية ما إذا كان سيستمر في اللعب دوليا أو سيعتزل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115