بعد قرار المكتب الجامعي بعقوبة «الويكلو» ضد الافريقي: استياء من توقيت العقوبة واتهامات بخدمة «أجندة خفيّة»

تحت جنح الظلام أصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم قرارا بمعاقبة النادي الإفريقي بثلاث مباريات دون حضور الجمهور و3000 دينار خطية مستندة على الفصل 44 فقرة G8 من المجلة التأديبية للجامعة، وبغض النظر عن مشروعية القرار فإن توقيته الذي

كان ليلة مباراة فريق باب الجديد والنجم الساحلي هو الذي طرح أكثر من سؤال ووضع المكتب الجامعي موضع اتهام من جمهور الأحمر والأبيض.

ويبدو أن الهياكل المشرفة على كرة القدم في تونس لم تقرأ حسابا لانعكاسات هذا القرار فأن يتم إصداره ساعات قليلة قبل موعد المباراة وبعد أن اقتنى جمهور الإفريقي تذاكر الدخول للقاء كفيل بأن ينبئ بتطورات سلبية لهذه الخطوة خاصة أن أنصار فريق باب الجديد توعدوا في مواقع التواصل الاجتماعي بالتنقل إلى رادس (خلال مباراة الأمس) في تحد لقرار «الويكلو» وإعلان ثورة جديدة وهو ما يجعل ذلك بمثابة شرارة لمواجهة جديدة بين أحباء الإفريقي والأمن.

توقيت مثير للاستغراب
في بعض الملفات السابقة تعودنا أن ينال المكتب الجامعي كل وقته للحسم في ملف كان من أنظار الرابطة لكن فيما يتعلق بقرار معاقبة جمهور الإفريقي دعا أعضاءه في وقت قياسي للاجتماع ساعات قليلة بعد أن سقط في الماء الاجتماع الذي كان مقررا لمكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم للنظر في نفس الملف بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في ظل غياب 6 أعضاء لتتخذ الرابطة قرار إحالة الملف إلى المكتب الجامعي وهذا الأخير اجتمع مساء ليخرج القرار تحت جنح الظلام بحرمان جمهور الإفريقي من حضور 3 مباريات. وكان بالإمكان أن يمرّ القرار مرور الكرام ولا يخلّف هذا الغضب في صفوف جمهور الإفريقي لو تم اتخاذه مباشرة بعد اللقاء لكن أن يأتي ذلك بعد تصريحات وزيرة شؤون الشباب و الرياضة فقد جعل أحباء نادي باب الجديد يتبنون الرأي القائل إن المكتب الجامعي وجد نفسه تحت ضغط من سلطة الإشراف لمعاقبة ناديهم من اجل خدمة مصلحة أطراف أخرى.

لاسبيل للطعن في القرار
ستجد هيئة النادي الإفريقي نفسها في طريق مسدودة في محاولتها الطعن في هذا القرار خاصة أن الطعن سيكون في مرحلة أولى أمام لجنة الاستئناف وهذه الأخيرة تنتمي إلى المكتب الجامعي ومن غير المعقول أن تنقض قرار هيكل ترجع إليه بالنظر وحتى إن رام الأفارقة رفع المسألة إلى المحكمة الدولية «التاس» فلا يمكنهم ذلك لان هذه الأخيرة لا يمكنها النظر في أي استئناف موجه ضد عقوبة اقل من 4 مباريات.

لجنة للاستماع لأعضاء الرابطة
قرر المكتب الجامعي أيضا اتخاذ إجراء وقتي بتجميد نشاط 6 من أعضاء مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة وهم عادل الدعداع، معز المستيري، هشام المناعي، معز البوراوي، بلحسن بالسمرة ومهذب الشواشي بسبب ما اعتبر ه غيابا غير مبرر في مرحلة دقيقة وتوجيه الدعوة إليهم حسب مقتضيات الفصل 73 من القانون الداخلي للجامعة التونسية لكرة القدم و تكليف لجنة متكونة من السّادة: واصف جليل، محمّد الحبيب مقداد، حامد المغربي، البصيري بـوجلال، أمين مـوقـو من أجل سماعهم والتحرير عليهم قبل عرض الملفات على المكتب الجامعي لاتخـــاذ القرار. وبناء على عدم أهلية مكتب الرابطة للقيام بدوره بسبب عدم توفر النصاب القانوني قرر المكتب الجامعي التعهد التلقائي بكل الملفات الراجعة بالنظر للرابطة المحترفة لكرة القدم. وهذا القرار سيحرم دون شك الأندية التي ستتعرض لعقوبات من درجة ثانية للتقاضي بما أن لجنة الاستئناف تابعة لجامعة كرة القدم.

وفي انتظار اتخاذ القرار في خصوص الأعضاء «المغضوب عليهم» من قبل المكتب الجامعي من المنتظر أن تعلن الجامعة عن حل مكتب الرابطة والدعوة إلى عقد جلسة عامة انتخابية لاحقا.

تضارب في التقارير
على خلاف توضح الرؤية في خصوص ملف معاقبة جمهور النادي الإفريقي بثلاث مباريات «ويكلو» فإن ملف مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي يبقى في انتظار تقرير أمني طالب به المكتب الجامعي بخصوص تأكيد إلقاء الشماريخ من عدمها وبخصوص اعتداء اللاعب رامي البدوي من عدمه على لاعب من النادي الصفاقسي إثر نهاية المباراة، والتحرير على حكم المباراة وعلى المراقب بخصوص اللقطة المنسوبة إلى اللاعب رامي البدوي، وذلك لاتخاذ القرار قبل موعد 06 ماي 2017. ويذكر أن الحكم دون في ورقة المباراة وجود شماريخ من جمهور النجم الساحلي دون رميها على الميدان وهو ما عاضده فيه تقرير مراقب المباراة.فيما يتمثل التضارب في لقطة مدافع النجم الساحلي رامي البدوي فتقرير الحكم ومراقب اللقاء لم يتطرق إلى اللقطة المذكورة على خلاف مندوب الرابطة الذي أكد حصول الاعتداء.

هشام المناعي (الناطق الرسمي لمكتب الرابطة) لـ«المغرب» :
«انسحبت عندما وجدت نفسي عاجزا عن تقديم الإضافة»
أعلن مساء الثلاثاء هشام المناعي الناطق الرسمي للرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة عن استقالته من منصبه ساعات قليلة قبل أن يصدر المكتب الجامعي قرار تجميده صحبة 5 من أعضاء الرابطة على خلفية تغيبهم عن الاجتماع الذي كان مقررا يوم الثلاثاء للنظر في ملف جمهور النادي الإفريقي.
وفي هذا السياق كان لـ«المغرب» اتصال بالمعني بالأمر للاطلاع على موقفه فيما يتعلق بقرار المكتب الجامعي لكنه امتنع عن التعليق على هذا القرار قائلا انه لا بد من احترام قرار يصدر عن الهيكل الأولى المشرف على كرة القدم في تونس.
وأضاف محدثنا: «كنت أتمنى أن يجتمع مكتب الرابطة يوم الثلاثاء ويحسم في ملف النادي الإفريقي لكن للأسف حصل الغياب وتمت إحالة الملف على أنظار المكتب الجامعي». ولما تساءلنا لماذا تغيب وهو من المساندين لعقد الاجتماع أفاد المناعي «تغيبت لأسباب مبدئية ثم أعلنت استقالتي لأني كنت على قناعة بأنني لم اعد في حجم المسؤولية الموكولة إلي ورأيت أنني عاجز عن تقديم الإضافة فقررت أن انسحب واترك مكاني لمسؤولين آخرين قادرين على القيام بالمهمة على أكمل وجه».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115