نعود قليلا إلى الموسم الفارط الكل يتذكر الحادثة الشهيرة للاعب الدولي علي معلول عندما طالبه الحكم المساعد برمي القارورة خارج الملعب وعمد الى رشقها في مدارج خالية فتعالت الأصوات منادية بمعاقبة اللاعب وهو ما تجندت له الرابطة في أقل من 24 ساعة بعد صدور قرار بمعاقبة معلول بمقابلتين مهمتين في مسيرة الفريق نظرا لقيمة اللاعب الثابتة. اليوم نجد اللقطة تعاد في بعض الملاعب وأخرها ملعب المهيري بعد أن عمد بانغورا إلى رمي القوارير على الجماهير كردة فعل أمام أعين الحكم الذي تغافل على اللقطة وحتى الصور التلفزية أثبتت ذلك ليعاقب بتوبيخ بعد لقاء هام امام الافريقي.
ما قاله خماخم ليس بجديد على التصريحات النارية لبعض الرؤساء والمسؤولين في الأندية التونسية لكن الجامعة كان لها رأي مخالف هذه المرة بعد سكوت طويل على التجاوزات الحاصلة في أغلب الملاعب وكأن المكتب الجامعي كان ينتظر من مسؤولي النادي الصفاقسي الخروج من صمتهم حتى تتم معاقبتهم ويكونون عبرة لمن يعتبر والصور التلفزية والتصريحات المسجلة تثبت ما يلوج في ملاعب كرة القدم التونسية.
ربما الحقيقة لن تعجب الكثير لكنها يجب أن تقال لأن السكوت يؤكد على مواصلة السير في الاتجاه الخاطيء وبذلك لن تصلح كرة القدم في تونس بعد تراجع مستواها بعد كأس أمم افريقيا للمنتخبات المحلية في 2011 بفوز منتخبنا بتلك الدورة والحال أن الأندية التونسية تراجع آداؤها في المسابقات القارية والخروج المبكر من رابطة الأبطال الافريقية وتراجع المنتخب في المشاركات الافريقية. نتائج ربما تكون صادمة للبعض لكنها تبقى حقيقية بما أن هذا حال الكرة التونسية التي تمنينا أن تكون في أبهى حلة وتشرف راية تونس عاليا.
ما هو مؤكد أيضا أن الحكام في تونس أصبحوا على صفيح ساخن بما أن الحكم يدون ما يراه صالحا حسب رأيه وكلها تصب في خانة الاجتهادات بما أننا ابتعدنا نسبيا على الهفوات التحكيمية في الملعب والتي اعتادت عليها الجماهير التونسية بقصد أو عن غير قصد لتتحول الكواليس في الورقة التحكيمية والدليل ما نراه في الصور التلفزية والتغافل عنها الورقات التحكيمية.
ربما لن تعلم الجامعة والرابطة بقراراتها التمييزية أنها خلقت الانشقاق بين النوادي وقسمت البلاد إلى جهويات بالرغم من مصاهرات العائلات الاجتماعية والعملية والدراسية في وقت وجب على الجميع الالتفاف حول هذا الوطن العزيز لانقاذ ما يجب انقاذه ووضع اليد في اليد للخروج به إلى بر الأمان. ما هو مؤكد اليوم أن جماهير النادي الصفاقسي ترى نفسها مظلومة بعد القرارات الصادرة في حق النادي على امتداد السنوات الفارطة والعقوبات التي تطال اللاعبين والمسيرين من حدث لأخر وهو ما قد يفجر بركانا من غضب الجماهير المطلوب اليوم هو تدخل الجهات المسؤولة لفضّ هذه المشاكل ليس من أجل مصلحة النادي الصفاقسي فقط وانما من أجل تونس.