بعد تصاعد وتيرة العنف اللفظي التي أصبحت علنا لتخرج من أسوار الملاعب وتغزو الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» لتصبح لغة التحريض والتهديد والفتنة هي السلاح الأول لفئة من جماهير الأندية التونسية.
فإلى متى ستلزم السلط المختصة والهياكل المشرفة على غرار الجامعة والرابطة الصمت ؟ هل يجب انتظار حدوث ما لا تحمد عقباه والحال أن الأمر يتطلب حلا عاجلا؟ ما هو مطلوب اليوم التعجيل بفتح حوار وطني مع الشباب وجماهير الأندية التونسية من خلال التنسيق مع الهيئات المديرة وانتخاب رئيس لجنة أحباء ولجنة دعم يكون قادرا على الاضطلاع بالمسؤولية الموكلة له من خلال التأطير والتنسيق بين جماهير النوادي والهيئات وكل من يتجاوز حدوده بتصريحات نارية يعرض نفسه للتتبع ويتحمل كامل مسؤوليته. كما أنه من المفروض أن يفتح المجال أمام كل مسؤول في جمعية رياضية لتتبع أية صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي تدعو للعنف والتحريض حتى يقع حجبها وتتبع من يجاريها قانونيا.
نعلم جيدا أننا أمام مرحلة جديدة وهي «البلاي أوف» وكل فريق يبحث على لقب البطولة بعد تقارب مستويات الأندية ولابد من احترام كل فريق ضيف يكون مرفوقا بهيئته وعدد من جماهيره حتى لا يتكرر ما حصل مؤخرا في ملعب سوسة بمنع هيئة النادي الصفاقسي من الدخول. ما هو مؤكد اليوم أنه وجب التصدي لظاهرة العنف اللفظي والقضاء عليها نهائيا والابتعاد عن الجهويات لأن ما يجمعنا هو راية تونس والرياضة خلقت من أجل التحابب والتقارب بين المدن وليس لفرض الفتنة والتحريض فالكل يعلم أن العائلات التونسية تتصاهر بينها من كل الجهات خاصة وأننا أصبحنا في عصر الاحتراف وعادي جدا أن يكون لاعب من أي جهة تونسية يلعب لناد آخر وعند مشاركته مع فريقه يكون عرضة للعنف اللفظي وشتم عائلته أو مسقط رأسه رغم انتمائه للفريق المحلي. تمنياتنا أن تتعالى الأصوات لوزارة الشباب والرياضة والجامعة التونسية وكل رؤساء الأندية التونسية بالجلوس حول طاولة واحدة للخروج بنقاط مهمة نقضي بها نهائيا على كابوس الجهويات والتحريض والعنف اللفظي.