صحيح أن الود كان سمة العلاقة بين الرجلين وذلك حين كانت المصالح تتقابل أما بعد تصويت الجريء لطارق بوشماوي في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم فإن العلاقة أخذت منحى أخر وباتت متوترة ويبدو أنها لن تهدأ خاصة بعد وقوع المنتخبين في نفس المجموعة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 حيث من المنتظر أن يتواجه الجاران يوم 19 جانفي الجاري في مدينة فرانسفيل.
ما جعلنا نستعرض توتر العلاقات بين رئيس الجامعة التونسية ونظيره الجزائري هو تعيين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منسقا تونسيا لفرق المجموعة الثانية ويبدو أن هذا التعيين أثار حفيظة الرجل الأول في الكرة الجزائرية فيما انطلقت الصحافة الجزائرية في تسخين الأجواء.
غضب روراوة
أكدت مصادر صحفية جزائرية أن رئيس الجامعة محمد روراوة بادر في اتصالاته بأعضاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل معرفة هوية المنسق المعين لمتابعة الأمور التنظيمية لمنتخبات المجموعة الثانية في مدينة فرانسفيل الغابونية لتكون المفاجأة بالتأكيد على أن ‹الكاف› عين تونسيا لتولي هذه المهمة وهو ما أثار غضب رئيس الجامعة الجزائرية محمد روراوة خاصة أن دور المنسق مؤثر جدا في المدينة وستكون له عدة مهام قد تؤثر جنسيته التونسية على مراعاة بقية المنتخبات وتقديم مصالح نسور قرطاج على بقية منتخبات المجموعة.
اتهامات سابقة لأوانها
يرى الجانب الجزائري الوحيد الذي تطرق إلى تعيين منسق تونسي لمنتخبات المجموعة الثانية أن التعيين غير منطقي بما أن تواجد المنتخب الوطني في مدينة فرانسفيل الغابونية سيجعله يقدم مصالح المنتخب على بقية المنتخبات وهو اتهام سابق لأوانه خاصة أن ‘الكاف’ هو من عين التونسي ولم يكن بطلب منه لهذا فإن الحديث عن هذا الموضوع قبل بدايته يعد تسخينا للأجواء وضغوطا تمارس على التونسي وعلى الاتحاد الإفريقي لإعادة النظر في التعيين .
ويعيب الجانب الجزائري على ‘الكاف’ أن المنسق التونسي قد يعمل على خدمة منتخبنا على حساب بقية المنتخبات الأخرى المنافسة فالمنسق المعين ستكون مهمته تنظيم اللقاءات والتدريبات والإسعافات الطبية والوقوف على راحة المنتخبات المتواجدة في مدينة فرانسفيل...
كما يري الجانب الجزائري أن التعيين من شأنه أن يصب في خدمة المنتخب التونسي وبإمكان المنسق تقديم خدمات لمنتخبنا لتسهيل مأموريتهم في ‘الكان’ وهو تعيين كان على الكاف تفاديه بتعيين منسق من دولة محايدة ليكون أكثر مصداقية وشفافية في عمله.
روراوة يتحرك
في ظل هذه المعطيات تحرك رئيس الجامعة الجزائرية حيث تؤكد الأخبار القادمة من العاصمة المصرية القاهرة مقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن محمد روراوة تحدث مع مسؤولين من ‹الكاف› وأعلمهم برغبته في لعب دور مهم في مدينة فرانسفيل حيث اقترح أن يكون المنسق العام للاتحاد الإفريقي وهو ما وافق عليه مسؤولو الكرة في القارة السمراء حيث تأكد تعيين رئيس الجامعة الجزائرية كمنسق عام في مدينة مباريات المجموعة الثانية ليكون المنسق التونسي تحت إمرة الجزائري وبذلك تنتهي المخاوف التي أطلقها الجانب الجزائري.
الغريب أن الجامعة التونسية نائمة في العسل ولا خبر لها بتحركات ‹الكاف› أو رئيس الجامعة الجزائرية الذي يبدو أنه سيواصل صراعاته الشخصية مع رئيس الجامعة التونسية في الأراضي الغابونية خاصة أن المواجهة بين الفريقين في النهائيات باتت على الأبواب وقد تعلن تطورات جديدة في الأفق.
أين جامعتنا من هذا؟
الكواليس دائما ما كانت مؤثرة في كرة القدم الإفريقية والكل يتذكر نهائيات أمم إفريقيا الماضية حين ظلم المنتخب في ربع النهائي أمام منتخب غينيا الاستوائية لذلك فإن التواجد في محيطها مطلوب سيما أن نتائج المباراة لا تحددها التسعون دقيقة فقط بل التحركات الجانبية وهو ما انطلق فيها رئيس الجامعة الجزائرية فيما لم نسمع أو نر تحركا تونسيا الذي يبدو أن منشغل بعقود القناة الراعية وتوفير المال وهو مطلوب لكن مع ضرورة التواجد في الكواليس حتى لا تتواصل المظالم في حق الكرة التونسية وكي لا ندعي محمد روراوة يصول ويجول خاصة بعد تعيينه منسقا عاما من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في ظل ما يحمله من نوايا وخفايا لكرتنا... التحرك بات مطلوبا من طرف الجريء وجماعته للتأكيد على أن المنتخب لن يكون لقمة سائغة لكواليس تحركات رئيس الجامعة الجزائرية.