« لقد فضَحَ التّصْحيفُ في دولة الإسلام خَلقا من القضاة والعلماء والكُتاب والأمُراء وذوي الهيئات من القرّاء ..».
(1)
ضحايا السرد الأسْود نحن في الأغلب الأعم ... وإن هي غامضةٌ هذه « النّحْن » .
هل ثمة ما يمكن الوثوق به أصلا في حضارة الصّحراء والرّمال المتحركة... على حقيقة السّراب؟ ألسنا أبناء «التأويل» والعويل الطويل... وسلالة «هيرمينوطيقا النّكد» والتياهان بين أقاويل «المحدّثين» و«المؤرخين» و«المتكلمين «و «فقهاء الظلام» و«المتكلمين» و «فقهاء الظلام» و «الزهاد» المكذوبين و«المتصوفة» المنافقين وأرهاط الملوك والسلاطين ...الظّلَمَة والسرديات المفاحِشة للعقول .. والشّغف بالتافه و التّالف والمتفوه .. والكراهية السرية والمعلنة للحياة ومباهج الحياة وان تظاهرنا بإظهار «نعمة الخالق علينا»..
(2)
الحيوانُ السّارِدُ « شغوفةٌ هي نَفْسُه «بغَرائب اُلْأَخْبار» على رأي الهارب من تونس ابن خلدون الحضرمي.
من هذه الوقائع السردية التي تحتلّ أرْحَام تلك المتون القديمة ما أورده تقي الدين المقريزي
في «كتاب امتاع الأسماع» ( 15 مجلدا) حول السيدة خديجة وكيف أنها تُسكر والدها لتتزوج الرسول الكريم هكذا... نعم هكذا .
(3)
ورد حرفيا في ( المجلد الاول / صفحة 18 ) «تزوج (ص) بخديجة (...) سنّه ست وعشرين، وقيل: كانت سنّه إحدى وعشرين سنة وقيل: ثلاثين، وقال ابن جريج: وله سبع وثلاثون سنة، وقال البرقي: سبع وعشرون سنة قد راهق الثلاثين، ولها من العمر أربعون سنة وعمره خمس
:وعشرون سنة، وقيل ثلاث وعشرون، والأول أثبت...- تزوجها على ( مهر ) اثنتي عشرة أوقية ونش ، وقيل عشرون بكرة. وكان الّذي سفر بينهما نفيسة بنت منية أخت يعلي بن منية، وقيل: بل سفر بينهما ميسرة، وقيل: بل مولاة مولّدة. وكان الّذي زوّج خديجة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى وقال: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب: «هذا الفحل لا يقدح أنفه».
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، فيما يحسب حماد: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوّجه، فصنعت طعاما وشرابا ودعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا،
فقالت خديجة:
إن محمد بن عبد اللَّه يخطبني فزوّجني إياه، فزوجها، فخلّقته وألبسته، وكذلك كانوا يفعلون بالآباء، فلما سري عنه سُكره نظر فإذا هو مـُخلق وعليه حُلة فقال:
ما شأني؟ ما هذا؟! قالت: زوجْتني محمدا بن عبد اللَّه، فقال: أنا أُزوّج يتيم أبي طالب! لا لعمري، فقالت خديجة:
ألا تستحي! تريد أن تُسفّه نفسك عند قريش، تـُخْبر الناسَ أنكّ كنت سَكْرانا».
(4)
يا لحضارة التصّحراء والتزييف و«صَرْعى التّصحيف» وفق عبارة رشيقة لحمزة الأصفهاني .. لكن , فعلا , ما شأني؟ ما هذا؟ في حضارةِ: قيلَ وقالوا وقُلنا و يقولون...
وحلّ السّرة لنْ نجِدَ اُلْـخيْط أصْلا... و بقية الخبر عند جماعة من مشاهير المخنثين المخلصين لذواتهم بتحمل مسؤولية خنثهم و«خُناثهم» مثل: «طُويسٍ» و«الدّلال» و«برْد الفُؤاد» و«نومة الضُّحى» و «نسيم السّحر» و«ضَرة الشّمس», و «لعبة العاج»... يا عين أمّك أيها الزمان على جمال الاسماء .
(لي مع حكايتهم عودة ... )