التي تنتقده بشدة وترفض عرضه بتعلاّت مختلفة. وبعد أن كان من المتوقع عرض هذا الفيلم في تونس، جاء الرد الحاسم من طرف وزارة الشؤون الثقافية باستبعاد منح فيلم «محمد رسول الله» تأشيرة العرض في القاعات التونسية...
«محمد رسول الله» هو فيلم سينمائي إيراني من إنتاج سنة 2015 ومن إخراج المخرج الإيرانى مجيد مجيدي. ويقتصر هذا الفيلم الضخم على تصوير المراحل الأولى من حياة نبي الإسلام «محمد بن عبد الله» انطلاقا من حدث الولادة وصولا إلى فترة الطفولة وتنتهى أحداث الفيلم عند رحلة النبي محمد إلى الشام، والوصول إلى صومعة الراهب «بحيرا» الذي بشّر عمّ النبي أبا طالب بظهور خاتم الأنبياء «محمد»...
وزارة الشؤون الثقافية تحسم موقفها وحزب «تيّار المحبة» على الخطّ
بعد العراق، كان من المتوقع أن تكون تونس الدولة العربية الثانية التي ستتولى عرض الفيلم الإيراني «محمد رسول الله». فمنذ فترة قصيرة صرّح المخرج الإيراني مجيد المجيدي أثناء استضافته في برنامج «فن الحياة» على قناة «روسيا اليوم» أنه من المنتظر أن يعرض فيلمه المثير للجدل «محمد رسول الله» في تونس، دون أن يكشف موعدا محددا لحلول هذا الفيلم في تونس. ومؤخرا أعلنت قاعة سينما «الكوليزي» أنها ستعرض هذا الفيلم الإيراني يوم 21 سبتمبر الجاري، إلا أن وزارة الشؤون الثقافية نفت جملة وتفصيلا صحة هذا الخبر. وفي هذا السياق أفادت «منيرة بن حليمة» مديرة الفنون السمعية البصرية بوزارة الشؤون الثقافية أن فيلم «محمد رسول الله» لم يتحصل على تأشيرة العرض في قاعات السينما التونسية مشيرة إلى أنه وبالرغم من قناعتها بأن الفن والإبداع لا حدود لهما فإن مثل هذه الأفلام التي تتحدث عن حياة الصحابة والأنبياء من شأنها أن تخلق بعض الإشكالات باعتبار قداسة الشخصيات المجسدة... كما استبعدت مديرة الفنون السمعية والبصرية أن يتم إسناد رخصة لعرض هذا الفيلم الإيراني في قادم الأيام.
وفي تداخل ما بين الثقافي والسياسي ، أعلن حزب تيّار المحبة عن رفضه منح فيلم «محمد رسول الله» تأشيرة العرض في دور السينما التونسية في بيان صدر يوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2016،.وطالب الحزب مفتي الجمهورية بإصدار بيان يمنع عرضه في أي فضاء مهما كان نوعه، موضحا انه يتخذ هذا الموقف لأسباب «تتعلق بالأمن القومي لتونس»، قائلا إنه « يخشى على وحدة تونس الروحية والسياسية».
فيلم عن طفولة «خاتم الأنبياء» ولا يجسد الرسول
رافق الانتقاد والاعتراض الفيلم الإيراني «محمد رسول الله» منذ الإعلان عن تصويره وعرضه في دور السينما انطلاقا من إيران، مرورا بكندا، وصولا إلى العراق... باعتبار أنه «لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء لأن في ذلك استنقاصا من مكانة الرسول الأكرم الروحية». وفي هذا السياق أكد مخرج الفيلم الإيراني مجيد المجيدي في أكثر من لقاء إعلامي أنه استخدم تقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد لكي لا يظهر وجه الرسول محمد وأن الفيلم لم ولن يتضمن أي مشاهد تظهر ملامح الرسول الكريم معتبرا أن هذا الأمر محض إشاعة، مشيرا إلى أن وجه الشخصية التي تجسد شخصية الرسول الكريم لم يتم تصويره، لكن يظهر جسمه وحركته وتنقله حيث تحرص الكاميرا على أخذ زوايا جانبية ومن خلف ظهره.
كما نفى مجيد المجيدي أن تكون لديه أية نية في تشويه صورة الرسول محمد مشيرا إلى أنه يريد الترويج لديانة إسلامية متفتحة على الآخرين وغير عنيفة ومختلفة عن الصورة التي تسوقها الجماعات الإرهابية والجهادية كتنظيم «الدولة الإسلامية الارهابي المعروف بـ «داعش» وقال مجيد المجيدي «الهدف الذي أسعى إليه هو تقديم صورة إيجابية عن الإسلام تكون مخالفة للصورة التي يروّجها الغرب والتي غالبا ما تسوق أن الإسلام هو دين العنف والإرهاب وليس دين التسامح والسلام والمحبّة».
وعن المراجع التي اعتمد عليها المخرج الإيراني في وضع سيناريو فيلم «محمد رسول الله «، أفاد مجيد المجيدي أنه تم الرجوع إلى كتب سُنِيّة على غرار كتب الطبري ومراجع شيعية مشيرا إلى أن حقبة طفولة النبي محمد لا خلاف حولها بين أبناء مختلف المذاهب الإسلامية وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى وحدة العالم الإسلامي.
من احتجاج «الأزهر» إلى شطب»الأوسكار»
عديدة هي الجهات التي اعترضت وعارضت عرض الفيلم الإيراني «محمد رسول الله» على غرار جامع «الأزهر» في مصر الذي أعلن رفضه تجسيد شخصيات الأنبياء لأن فيه انتقاص من المكانة الروحية التى يجب الحفاظ عليها... ولكن يبدو أن بعض الجهات في العالم الإسلامي ليست وحدها التي تمانع عرض هذا الفيلم الإيراني عن طفولة النبي «محمد» حيث احتج مجيد المجيدي على ما وصفه بـ» المحاولات المستميتة للسعودية والدول الغربية الرامية لحظر فيلمه السينمائي الضخم «محمد رسول الله»، قائلا : «مما يثير الاستغراب أن العالم الغربي يخاف من عرض فيلم عن طفولة النبي الأعظم محمد...».
و للإشارة فقد قامت أكاديمية «الأوسكار» في ....