ممثّلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مكتب تونس (PNUD)، للنّظر في سبل تعزيز التعاون المشترك بين الطّرفين بخصوص الإشكاليات المتعلّقة بالتحكم في الماء بجامع عقبة بن نافع بالقيروان وتحديد طرق تحسين التّصرّف فيها بالاستعانة بالتقنيات التقليدية المعتمدة، سعيا إلى المساهمة في تجنب أخطار التغييرات المناخية التي من شأنها أن تؤثّر على البنية التحتيّة لعدد من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية بالجهة.
وفي هذا السياق، أشارت الوزيرة إلى أهمية الثروة المائية التي تعتبر عنصرا أساسيا لاستمرار الكائنات الحيّة، وذلك منذ الحضارات القديمة حيث ازدهرت التجمّعات البشرية على مقربة من منابع المياه والأنهار، موضحة أن مشروع التّحكّم في الماء بالجامع الكبير سيكون بدايةً لتعاونٍ مستقبليٍ مثمرٍ بين وزارة الشؤون الثقافية والأمم المتّحدة من خلال بعث مجموعة من المشاريع الأخرى في قطاع التراث بولاية القيروان.
وبالمناسبة، اقترحت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إعداد اتّفاقية إطارية ثنائية توضّح معالم تدخّل هيكل الأمم المتّحدة في جامع عقبة بن نافع، ومن بينها التعاون مع وزارة الشؤون الثقافية، ممثّلة في المعهد الوطني للتراث، لتنفيذ عملية المسح الجيوفيزيائي لخزانات الماء المتواجدة في باطن ساحة الجامع، وهي عملية تتيح متابعة الوضعية الحالية لهذه الخزانات لتحديد خصائص بنيتها الجيولوجية وطاقة استيعابها ومساحتها الفعلية.
كما دعت وزيرة الشؤون الثقافية إلى التفكير في طريقة متجددة لتوظيف القصّة التاريخية لهذه الخزانات وللجامع الكبير بالقيروان بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة وتقنيات الواقع المعزّز والتصوير ثلاثي الأبعاد بهدف جذب المواطن التونسي وتشجيعه لاستكشاف تاريخه وحضارته.