حملة تحت شعار «احميني...بالفن.. نعيش أنا وإنت...»
«احميني...بالفن...نعيش أنا وإنت...» هكذا جاء في اللافتة التي تم تعليقها في مداخل مهرجانات بوقرنين الدولي والزهراء الصيفي وبن عروس الصيفي لتذكير أولي الأمر بأن عليهم ديونا يجب تسديدها إلى أصحابها ... وفي هذا السياق أفادت «سامية بن طالب، المكلفة بالملكية الأدبية والفنية صلب المندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس بما يلي :»احميني...بالفن...نعيش أنا وإنت...» شعار جادت به قريحة أستاذة الموسيقى «جيهان فضة» وهي تتحدث على لسان كل فنان ومبدع متوجهة إلى كل مستعمل للمصنفات الأدبية والفنية والعلمية حتى يقتنع أن في حماية حق المؤلف ضمان لعيش كريم يليق بالفنان باعتبار استحالة العيش دون فنون ودون إبداع ودون ثقافة بالنسبة لكل فرد منا.وتتضمن هذه اللافتة جملة معبّرة ستتخذها نقطة الاتصال ببن عروس شعارا رسميا لها في أنشطتها المستقبلية مواصلة في لفت الانتباه في كلّ مناسبة إلى مجال الملكية الأدبية والفنية وحتمية حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة للارتقاء بقطاع الثقافة ككل.»
وللتذكير فقد تم بعث نقاط اتصال مكلفة بالملكية الأدبية والفنية صلب 24 مندوبية جهوية للثقافة بداية من سنة 2015 لتكون همزة وصل بين المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والفنانين و لتلعب دور الوسيط بين المؤسسة وكافة المتدخلين في المجال من مبدعين ومستغلين للمصنفات الفنية.
تراجع في احترام حقوق الملكية
في فصله 41 نصّ الدستور التونسي على ضمان حق الملكية الفكرية. وتطبيقا لما جاء في المنشور الصادر عن وزارة الثقافة في شهر جويلية 2014 شرعت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في استخلاص حقوق الملكية الأدبية والفنية من قبل المهرجانات والتظاهرات الفنية و الثقافية. وفي السنة الفارطة تم تسجيل تقدم وتحسن على مستوى تجاوب المشرفين على المهرجانات مع الدعوة إلى خلاص حقوق الملكية الأدبية والفنية خصوصا بعد انطلاق المؤسسة بالتعاون مع المندوبيات الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث في تنظيم ملتقيات تحسيسية مع المسؤولين على المهرجانات.ففي سنة 2015، قام مهرجان بوقرنين في دورته الـ36 تحت إشراف المخرجة «سلمى بكار» بإبرام اتفاقية مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تقضي بخلاص حقوق استغلال المصنفات الموسيقية والأدبية والمسرحية ضمن فعاليات مهرجان بوقرنين الدولي. أما في سنة 2016 فقد أقفلت جلّ المهرجانات أبوابها دون تسجيل أي بوادر اهتمام فعلي أو إجراء جدّي يعكس ثقافة احترام الملكية الأدبية والفكرية.
وفي تناقض عجيب، فإن أغلب المشرفين على التظاهرات الفنية والثقافية والمسؤولين على تسيير المهرجانات هم من فئة الفنانين والمبدعين ولكنهم يتجاهلون حقوق زملاء مهنتهم ويتعاملون ببرود مع مسألة خلاص مستحقات الملكية الفكرية ! وفي هذا السياق يتعلل مديرو المهرجانات بضعف الميزانيات وقلة الإمكانات في الوقت الذي ينفقون فيه الملايين والمليارات على بعض العروض ذات الكلفة العالية والمردودية الهزيلة...