من جديد تعانق «عروس المرجان» عيدها السنوي ومهرجانها الشهير أيام 1 و2 و3 سبتمبر المقبل بعد أن كان مهرجان الجاز عرضة للتذبذب في البرمجة وفي موعد التنظيم والتأرجح ما بين الإلغاء والتأجيل ...
3 سهرات فقط ... في الدقيقة التسعين !
منذ تأسيسه في سبعينات القرن الماضي حصد مهرجان الجاز بطبرقة انتشارا كبيرا وحقق إشعاعا واسعا وكانت له صولات وجولات في سهرات الجاز في العديد من الدورات الناجحة إلا أن التعثر الذي عرفه هذا المهرجان منذ سنة 2008 تقريبا وتفاقم ما بعد الثورة جعل القائمين عليه يترددون في كل سنة ما بين تنظيمه وإلغائه وهو ما أوقع هذه المناسبة الثقافية الهامة في أسر برمجة الأيام الأخيرة. ومن الأسماء التونسية والأجنبية التي ستؤمن سهرات مهرجان الجاز «عزيز ساحماوي» و»ياسمين عزيز» و»شريف كلايتون» و»كاران سوزا»...
نسخة هذا العام، اقتصر المسؤولون على تنظيم مهرجان الجاز بطبرقة على ثلاث سهرات فقط بسبب ضيق الوقت وضبابية الرؤية مفضلين انعقاد المهرجان حسب ما توّفر من إمكانات على الاضطرار إلى إلغائه وذلك على أن دورة 2016 بمثابة التمهيد الذي سيسبق التحضير لدورة 2017 على مقاس التقاليد العالمية حيث أفادت الهيئة المديرة للمهرجان بإشراف رئيس الجامعة الجهوية للنزل «محمد نبيل بن عبد لله» أنها «ستواصل عملها لمدة 3 سنوات وستسعى خلال الدورات القادمة إلى إعادة الاعتبار لهذا المهرجان الذي يهدف بالأساس إلى تنشيط مدينة طبرقة ودعم السياحة فضلا عن تنمية القدرة التنافسية في القطاع السياحي.»
مسرح البحر بطبرقة جزء من الحل
كما ينتظر عشاق الجاز مهرجانهم لقضاء سهرات ممتعة على أنغام موسيقاهم المفضلة، يعلّق أهالي طبرقة آمالا عريضة على مهرجان الجاز لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في مدينتهم خصوصا بعد فترة الركود التي مرت بها «عاصمة المرجان» في السنوات الماضية بسبب العديد من المتغيرات على غرار إلغاء مهرجان الجاز في دورات سابقة وتوقف العمل بمطار طبرقة ومرور بعض المؤسسات السياحية بصعوبات مالية ... وإن كان انتظام دورات مهرجان طبرقة للجاز رهين توفر الإمدادات المالية فإن المهرجان في حاجة إلى مسرح شاسع يتسع لأكبر عدد من الجمهور سيّما عند استقطاب العروض العالمية باعتبار أن مدرج «البازيليك» الذي يحتضن عروض المهرجان لا تتجاوز طاقة استيعابه ألف مقعد. وفي طبرقة مشروع واعد لكنه معطل منذ زمن حيث توقفت أشغال المسرح بطبرقة لأسباب مالية بالرغم من الفائدة التي سيعود بها على الحياة الثقافية والحركة الفنية في الجهة بفضل قدرته على استيعاب 6500 متفرجا.
إن كانت وزيرة الثقافة سنيا مبارك قد أكدت في زيارتها الميدانية إلى ولاية جندوبة ضرورة الإسراع في استكمال أشغال مسرح البحر بطبرقة ، فهل سيكون هذا المسرح جاهزا لاحتضان عروض مهرجان الجاز 2017 الذي وعد بدوره بمقاييس عالمية تعيد إلى عروس المرجان ألقها وسالف أمجادها ...؟