من قيود المجتمع، لتجد نفسها دون قصد مكبّلة بقيود رجل متزوج عرفته في أزقة إيطاليا في رحلة كانت بداية لدورة حياتية جديدة. هي امرأة من ماء، تغتسل بالحب صباحا مساء في علاقة غير شرعية، حاولت جاهدة أن تقنع نفسها بشرعيّتها وأن تبرّر أخطاء عشيقها المتتالية وخذلانه الدائم لها. الرجل الذي قضى معها سنوات بين مدّ وجزر، إلى أن دمّر ما تبقّى لديها من أحاسيس وصنع منها امرأة باردة من رخام، ، لولا أرضها الخصبة التي التقطت الحياة في آخر لحظة لتفرّ بها بعيدا عن ماضيها».. أنا امرأة عارية من الخطايا ... جزء من رواية الشاعرة والكاتبة الثريا رمضان «ريح الصبا».. وهي الصادرة عن دار «فضاءات» الأردنية للنشر والطباعة ، وتروي الثريا رمضان ثورة إمرأة من خلال ثورة وطن، والعكس صحيح..
ويقول الناشر والروائي والشاعر جهاد أبو حشيش مدير عام دار فضاءات عن الرواية: «في ريح الصبا، تحاول الثريا رمضان تعرية العقل الجمعي ونظرته الدونية للمرأة، بما فيه تلك الشرائح السياسية التي تدعي إيمانها بالحرية وبحق المرأة في الحياة والجسد كطريق لتحقيق كينونتها الإنسانية في ظل مجتمع يمنح الجميع حق انتهاكها والحكم عليها إلا هي. ما تحاول الثريا أن تقوله منذ الكلمات الأولى للمدخل هي رغبتها في الرقص كمعادل للثورة، فالثورة التي لا تمنحها حرية الرقص ليست ثورتها، إنها ثورة من قفزوا إلى الكراسي وتركوا الإنسان غارقا في ما كان من محسوبيات وواسطات وتخلف، ولم ينتبهوا أنّ الثورة إذا لم يصاحبها زلزال في العلاقات الإنسانية، فلن ترقى إلى كونها ثورة قادرة على تحرير الإنسان من تبعات التركة القديمة، فصبا معادل موضوعي لتونس التي تنتهك منذ سنواتها الأربعة الاولى، ثم تستمر محاسبتها على ما ليس لها به ذنب، إلى أن تقرر الثورة والانتقام من السائد في محاولة لخلخلته من خلال جسدها وأحقيتها فيه.»
وتتحدّث الكاتبة لـ»المغرب» عن روايتها قائلة: «رواية ريح الصبا هي ثالث مولود لي بعد ديوان شعر «عارية أنام والخطايا» وقصة «غدا يشرق النيرز». هذه الرواية هي عبارة عن اختلاجات امرأة تونسية قررت أن تتمرد على وضعها الأسري وتثور على الضيم. الغليان الشعبي الذي حصل في تونس شجعها أكثر فكانت ثورة داخل ثورة. حاولت من خلال ريح الصبا أن أعبر عن هموم المرأة التونسية عاطفيا واجتماعيا وحتى سياسيا. امرأة اخترقت كل الحدود المجتمعية فقط لأنها أحبت.. في نهاية الأمر صورة للمرأة القوية المتحدية لكل شيء، وكيف عاشت الحب وتداعياته على حياتها من خلال إطار زماني ومكاني تاريخي في تونس وهو سنوات ما بعد 14 جانفي وما خلفته الثورة إن صحّت تسميتها هكذا، في البلاد».