اوجاع الناس وآلام الواقع باسلوب نيتشوي موغل في الترميز، الصحفي برهان اليحياوي يحتفي باصداره الادبي الرابع "نيتشه عيّل الله" الذي صدر امس في نسخة الكترونية على موقع "امازون" وهي إحدى تجليّات عوالم الهوامش والبؤس، في مدينة عادت إلى الحياة، بعد موتها البعيد والمتجدّد كما يقول اليحياوي عن الرواية.
ومن الرواية:"يقترب، مجدّداً، من الجنازة. يدنو ويدنو. يصرخ في الحضور على بعد عشرة أمتار:
-كنتم، جميعكم، قوميّون يقتلكم تضخّم الأنا والزّعامة المغشوشة، أخوة أعداء، شجّعتم بعضكم على الانقلاب على بعضكم. أردتم تحرير فلسطين، فأسرتم سيناء والجولان، ثمّ بغداد. ونجت دمشق، رغم جراحها، من هزائمكم، بأعجوبة، فرُفعت أعلام مغتصبكم، في منازلكم، طوعاً، ونكّستم ضمائركم خجلاً... والقادم من المستوطنات والنّكبات أفظع.
يقترب منه الموكب، فيسير بطريقة عكسيّة إلى الخلف، وجهه موجّه للمشيّعين، وخطواته تمشي في مسارهم.
كقائد مسيرة في رأس التّجمّع الاحتجاجيّ، يتكلّم بصوت جهوريّ، يسمع من بعد:
-تحوّلتم إلى ليبيراليّين متنطّعين، أضحكُ من بؤسكم وأحزن. يحكمكم غول عالميّ متوحّش، يعشعش بطونكم وعضلاتكم، ليشبع، بعدها، من لحمكم وشحمكم...
يفهمه البعض. ويضحك من جنونه من يضحك. ويدعوه البعض الآخر إلى الصّمت والخشوع في حضرة الموت. يرفع قبضته عالياً مثل ثائر أمميّ. يصيح بصوت متقطّع، أبحّ، أعيته كلمات يومه الطّويل:
لن أَسكت... حرّية تعبير، حريّة صحافة، حريّة السّجن... حريّة الموت الرّحيم!"
رواية "نيتشه عيّل الله" رسم صورة الغلاف الفنانة سهير حسني شواشي.
نيتشة عيّل الله" مزيج من الصحافة والرواية لبرهان اليحياوي
- بقلم المغرب
- 11:59 19/05/2023
- 462 عدد المشاهدات
احب الكتابة واختار الصحافة مهنة ومزج بينهما باسلوبه الشاعري والمميز ليكون كاتب صحفي ينقل