مهرجان المسرح المحترف بجندوبة: ستة عشرة عرض مسرحي تدافع عن الحق في الثقافة

يزعرون الفرحة في كل شبر من الولاية، يحاولون الوصول الى المتفرج اينما وجد، وكل من ظلمتهم الجغرافيا وسياسة الدولة

غير العادلة في توزيع فضاءاتها الثقافية وهم يحاولون الوصول اليهم بمادة مسرحية تحترم الطفل وتدعوه الى الثورة على الموجود وتجعل فن السؤال يسكنه .

هكذا هم المسرحيون حمّالو الحلم، وزارعو الامل اينما كانوا واينما ولّوا وفي جندوبة يعتبر مهرجان مهرجان 4/4 الدولي للمسرح المحترف في دورته الرابعة مساحة حرة للفرجة والتمتع بالمسرح.

اكثر من فضاء لنشر ثقافة القرب

يطفئ المهرجان شمعته الرابعة، وعمل منذ اولى دوراته على "ثقافة القرب"ومنذ الدورة الاولى حاولت الهيئة المديرة القديمة إيصال المسرح الى المتفرج حيثما وجد، في الدورة الاولى احتل المسرحيون كامل الفضاءات الخارجية، من الشوارع الى المقاهي الى المدارس الابتدائية لتصبح المدينة انذاك حية بالفن والفرجة وكل الوان المسرح الفكرية والابداعية.
وقد حافظت الدورة الرابعة على شعارها وواصل المهرجان انتصاره للانسان في ولاية جندوبة لإيصال الفرجة الى ابناء المدارس الريفية وتشريك كل الفئات العمرية في فرجة مسرحية تحترم عقل المتلقي وتسكنه بهاجس السؤال وقيمة الفنون.
في الدورة الرابعة من مهرجان المسرح المحترف سيكون لأطفال المدارس الريفية نصيبهم من الفرحة المسرحية خاصة في الورشات لانها تحفز خيال الطفل وتحثّه على ممارسة الفعل الفني، ولابناء المدارس الريفية يقدم المهرجان ورشة في "صنع العرائس" يقدمها الثنائي ميساء السعيدي وطارق عتروس في المدرسة الابتدائية سوق السبت يوم 3ماي والمدرسة الابتدائية واد غريب يوم 4ماي والمدرسة الريفية الجريف يوم 5ماي والمدرسة الابتدائية عين سلطان ومركب الطفولة غار الدماء يوم 6ماي.
كما ينفتح المهرجان على فضاءات مختلفة عدا الفضاءات التقليدية اذ سيقدم عروضا في مركز الدفاع والادماج الاجتماعي بجندوبة كذلك في السجن المدني بجندوبة ويقدم لنزلاء السجن عرض "الفراشة" لغسان الغريسي في اطار نشر ثقافة المسرح بين ربوع مدينة جندوبة، وسيكون المهرجان اكثر التظاهرات تجميعا لاعمال فنية مختلفة تنتمي الى مدارس ابداعية شتى.
اعمال من دول مختلفة تلبي الرغبة في فرجة متنوعة
يقدم المهرجان لجمهوره باقة من افضل العروض المسرحية طيلة خمسة ايام، ويلتقي جمهور المسرح مع 16عرضا مسرحيا من عدد من الدول وهي الجزائر مسرحية "الزيمغري" لبن عيسى ياسين يوم 4ماي وعرض فلكلوري بعنوان ASIREM de Tizi Ouzou يوم 5ماي وليبيا تشارك بمسرحية "الى اين" اخراج عواض الفيتوري يوم 8ماي،والاردن مسرحية "الديك" اخراج اياد الريماوي يوم 3ماي وايران مسرحية "في منتصف الطريق" وفرنسا بعرض كويغرافي بعنوان le loupوتونس البلد المنظم وينفتح المهرجان على الاعمال الشبابية المحترفة على غرار "ديكادونس" لماهر مصدق.
كما يقدم المهرجان مجموعة من الورشات التكوينية التي يشرف عليها مسرحيون متميزون وهي ورشة "الحركة والصوت" يقدمها مؤيد غزواني وهو من امهر الراقصين المسرحيين في تونس، وورشة "فن الممثل" يؤطرها الممثل المتلون معز حمزة وورشة "صنع العرائس العملاقة" يؤطرها العرائسي العروسي الحناشي وتقدم المخرجة المختلفة وفاء الطبوبي ورشة "من الخطاب الجسدي الى الخطاب اللفظي" وورشة "تحت النحت" يؤطرها ياسين بشر، بالاضافة الى ورشات صنع العرائس للاطفال اشراف الثنائي ميساء السعيدي وطارق العتروس.
وتحضر المسامرات الفكرية واللقاءات النقدية ضمن الفقرات القارة للمهرجان ويكون اللقاء يوم 6ماي بداية من العاشرة صباحا مع ندوة فكرية بعنوان 'المسرح و التغيير الإجتماعي" ويرأس الندوة الدكتور الفرشيشي ويشارك في تأثيثها كل من حاتم المرعوب وعادل بوعلاق وقد اشتغل كل منهما على المسرح وقدرته على التغيير خاصة لدى فئة الطفولة والناشئة.'
يصنع المهرجان الفرحة، تنطلق عروضه منذ 3ماي لكن الافتتاح الرسمي سيكون يوم 5ماي لتجوب الدمى العملاقة و"الكلون" والفرق الموسيقية شارع الحبيب بورقيبة بجندوبة لتزرع الفرحة بين جميع المارين، ستحيي الموسيقى الشارع من صمته وتبثّ فيه روحا مسرحية لا تعرف معنى الخمول، الكرنفال يكون نقطة الافتتاح الرسمي ويجمع الفنان شكري النغموشي والكشافة التونسية بالاضافة الى كرنفال "الفرحة الافريقية" للفنان ياسين بن هندة، كرنفال تزينه الالوان بكل اختلافاتها وبهجتها تماما كبهجة الام افريقيا.
مهرجان المسرح المحترف بجندوبة تظاهرة لازالت تصارع لاثبات ذاتها وتفرّدها وسط مشهد التظاهرات المتشابهة في الجمهورية التونسية، تظاهرة ولدت كبيرة ارتفع فيها سقف الآمال والانتظارات منذ الدورة الاولى (اختتام الدورة الاولى كان في الرابعة فجرا لكثافة العروض ، كما انّ اغلب دور الثقافة بالولاية كانت جزءا من الفعالية)، لكن سياسة الدعم وبيروقراطية الادارة خلخلت ذاك الحلم وجعلت التظاهرة تتراجع لتتشابه مع غيرها من التظاهرات (مجموعة من العروض المسرحية في مركب ثقافي) لكن المشرفين على المهرجان تسكنهم العزيمة لاعادة الروح في مهرجانهم والدفاع عن حق ابناء الجهة في تظاهرة تحترم المتفرّج، وها ان المهرجان يبعث من رماده ويعود الى الحياة، مهرجان صنع الفرحة وقدم "الصدمة المسرحية" فانتشرت العروض في كل الفضاءات، تظاهرة تستحق الدعم من قبل سلطة الاشراف والانتصار فقط للمواطن ولحق ابناء الدواخل في الثقافة والفنون. 

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115