هكذا قالت الفنانة المصرية سميحة أيوب في رسالة اليوم العالمي للمسرح. وفي الوقت الذي كان فيه المسرحيون يحتفلون بعيدهم ويحيون ذاكرتهم ويكرّمون أعلامهم، كان في الرباط رجل مسرح يحترق ويحتج على وضعية الفنان المسرحي بإضرام النار في جسده !
في الـ 27 من شهر مارس في كل عام ، يلبس المسرحيون ثوب الفرح ولو إلى حين في الاحتفال بعيد أب الفنون، لكن الفنان المغربي أحمد جواد شاء أن يحرق نفسه احتجاجا على وضعيته الاجتماعية وذلك أمام مقر وزارة الثقافة.
الوضعية الاجتماعية الهشة معضلة أهل الفن
"كان ابن عمي أحمد جواد يعمل موظفا في مسرح محمد الخامس وأشرف على نادي الأسرة الذي استضاف عددا من المثقفين. وأحيل جواد على التقاعد لكنه اشتكى من عدم ترقيته لأسباب إدارية حيث حصل على تقاعد هزيل لا يلبي حاجياته المعيشية بمبلغ 2000 درهم". هكذا صرّح ابن عم الفنان أحمد جواد تعليقا على حادثة إقدام هذا المسرحي على إضرام النار في جسده !
بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح، سكب الفنان المسرحي أحمد جواد مادة قابلة للاشتعال على جسده، أول أمس الاثنين، احتجاجا على معاش التقاعد وكذلك وضعيته الاجتماعية الهشة. وقد تم نقله إلى المستشفى بعد أن تدخل المارة لإطفاء النار.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الأمر يتعلق بموظف متعاقد مع مسرح محمد الخامس في الرباط، أحيل على التقاعد في أكتوبر/تشرين الثاني 2021، "يتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون، ويشتغل في نفس الوقت في الفن المسرحي" بحسب البيان.
في رد على هذه الحادثة الأليمة ، أصدرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في الرباط بيانا عبرت فيه عن أسفها العميق لهذا الحادث المأساوي، وأضافت أنّ " الأمر يتعلق بموظف متعاقد بمسرح محمد الخامس بالرباط، أحيل على التقاعد في أكتوبر 2021، ويتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون، ويشتغل في نفس الوقت، في الفن المسرحي".
وأوضحت الوزارة أنه سبق للفنان أحمد جواد "أن تقدم بطلب شراء عروض مسرحية، وهو ما تمت الموافقة على طلبه، حيث قامت هذه الوزارة بشراء عرضين مسرحيين سنة 2022 كما وافقت على شراء عرض مسرحي في 2023، وسبق أن قدم هذه العروض بكل من مدينتي مشرع بلقصيري وسلا". وأعلنت الوزارة أنها تتابع حالة الفنان ، لحظة بلحظة من أجل الشفاء العاجل.
في رسالة اليوم العالمي للمسرح كتبت سميحة أيوب:"ينتابني شعور بأن العالم بأسرة بات كالجزر المنعزلة، أو كالسفن الهاربة في أفق معبأ بالضباب، كل منها ينشر شراعه ويبحر على غير هدى، ليس يرى في الأفق ما يهديه، ورغم ذلك يكمل إبحاره آملاً أن يصل إلى مرفأ آمن يحتويه بعد تيه طويل وسط أمواج بحر هادر". فكم من فنان في المغرب وتونس وغيرها يحتاج إلى سفينة سلام تصل به إلى مرفأ يحتويه بعد نذر عمره من أجل إسعاد الناس؟!