حين يصير الفضاء العام فضاء للحياة والثقافة... عروض فنية مباشرة وعلى شاشات عملاقة في الفضاءات العامة

قد تمر عبارة «رمضان دون هجمات ارهابية» مرور الكرام.. ولكن المتأمل في الحركية الثقافية لهذا الشهر يدرك بما لا يدعو مجالا للشك أن هذا العامل جعل المواكبين للتظاهرات الثقافية يزحفون زحفا لملء الشوارع والمقاهي الثقافية، حيث أن التظاهرات الثقافية راهنت على عامل الشارع

من ذلك ذكرت وزارة الثقافة أن الفضاء العام تحول في شهر رمضان إلى فضاء ابداعي...

وذهبت وزارة الثقافة إلى أن هذا يعد ترجمة الحقّ في الثّقافة إلى ممارسات عمليّة عن طريق تكريس ثقافة القرب بإقامة أنشطة ثقافيّة مجّانية في السّاحات والشّوارع والأحياء الشّعبيّة في تونس العاصمة وخارجها، صفاقس، المنستير، سيدي بوزيد...وقد تجسّمت هذه الأنشطة من خلال مسالك ثقافيّة أخذت من جميع الأشكال الفنّية بطرف.

ورأت ان هذا يدفع الى إرساء آليّات حوار من أجل ثقافة تشاركيّة يساهم مختلف الفاعلين فيها في جميع القطاعات في طرح الاشكاليّات وتقديم المقترحات وتصوّر الخطط العمليّة القابلة للتّنفيذ في المستقبل القريب... وهذا ما اعتبرته الوزارة أيضا ترجمة الحق في الثّقافة إلى ممارسات عمليّة وأكدت في بيان لها «فضاء إبداعي ينبني على المشاركة والتّعدّديّة ويستقطب جميع فئات المجتمع وخاصّة الشّبابيّة والمهمّشة منها، هكذا أرادت الوزارة من الفضاء العام أن يصيّر فضاء للحياة ولثقافة الحياة، في الأحياء الشّعبيّة بالعاصمة، السّيجومي، حي الزّهور، الكبّارية، الكرم الغربي انتشرت الفعاليّات الثّقافيّة بمختلف أشكالها، المسلك الثّقافي بالمدينة العتيقة ملأ الفضاءات المغلقة والمفتوحة فنا وإبداعا وكذلك المسلك الثّقافي بسيدي بوسعيد».
ولأنّ الحقّ في الثّقافة هو أيضا مطلب الجهات المحرومة والمهمّشة في الجهات الدّاخليّة اكتسحت الأنشطة الثّقافيّة الشّوارع والسّاحات ، خلال شهر رمضان وسيتمّ العمل على دعمها في الفترة القادمة.

المهرجانات الكبرى ومنها خاصّة قرطاج والحمامات برمجت عروضا خارج فضاءاتها المعتادة إذ يقترح مهرجان قرطاج الدّولي عروضا موازية بفضاء سان سبريان كما تنقل العديد من عروضه مباشرة على شاشات عملاقة ستركّز في الفضاءات العامّة بينما تنتظم عروض متنوّعة مجّانية ضمن مهرجان الحمامات الدّولي أمام برج الحمامات».

ما غفلت عنه وزارة الثقافة أن الأوضاع الأمنية المستقرة في شهر رمضان هي التي ساهمت إلى حد بعيد في إنجاح التظاهرات الثقافية التي بدت متنفسا للكثير من المواطنين،؛ تظاهرات ثقافية انتشرت من الشمال الي الجنوب وبينت أن الثقافة أيضا هي من أكبر ضحايا الارهاب .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115