عهدًا قائمًا متجددًا عبر الأيام بحب الله والإيمان القائم على الصراط المستقيم.
ويشرق علينا عيدُ الفطر المبارك ببهجته وفرحته؛ إذ جعله الله -عز وجل- في نهاية الشهر الكريم ليفرح الصائمون والطائعون بطاعتهم لله عز وجل.
وإن عيد الفطر بلا شك من الأيام المباركة؛ فمن الثابت أن لكل أمة من الأمم أعيادَها التي تعتز بها، ولها المكانة السامية في نفوس ووجدان أبنائها، ولما كانت أمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس، جاءت أعيادُها أكرمَ الأعياد؛ إذ جعلها الحق تعالى مرتبطة بعقيدتها.
والعيد هو رمز السرور، وقوة الرابطة، وتجديد الأواصر في المودة، والألفة بين القلوب.
ويعرف يوم عيد الفطر بيوم الجائزة، وإنما يسمى العيد عيدًا لعودته، وهو دعوة من الله تعالى على موائد رحمته، وهو إشعار بالفرحة بعد تمام النعمة.
فمن أتم صيامه وقيامه، وبذل فيه من العطاء ابتغاء مرضاة الله عز وجل، وأعطى من حرمه ووصل من قطعه، وعفا عمن ظلمه، فيصدق فيه قول الحق عز وجل {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وذكر اسم ربه فصلى} الأعلى: 14، وذلك هو الفوز العظيم.
وأجمل عيد في حياة الإنسان أن تكون علاقته بالله متميزة، ويسعى لأن يكون من أهل الجنة، وكل يوم يمر عليك دون أن تعصي الله فهو عيد.
وتتجلى في آداب عيد الفطر المبارك السلوكيات والأخلاق الحميدة؛ منها:
• الاغتسال والتطيب وارتداء أحسن الثياب.
• كثرة تكبير الله حمدًا وشكرًا على تمام النعمة.
• تجديد صلة الأرحام من خلال التهنئة بالعيد والمشاركة الوجدانية بالاحتفال بعيد الفطر المبارك.
• غرس المحبة والعمل على إكرام الأيتام، وإطعام الفقراء.. وسد حاجة المحتاجين.
• الحرص على الطاعات التي تعودها العبد في رمضان.
• الدعوة إلى التسامح ونبذ الخلافات التي تبعدنا عن طريق الله، والكف عن المشاجرات، والتخلي عن الضغائن والعداوات التي تفسد علينا طاعتنا لله عز وجل.
• إدخال السرور والبهجة والانشراح إلى النفس.
ولكي نحقق الحب والسلام والتعاون على البر والتقوى يجب أن يكون عيد الفطر عيدًا للوفاء والإخلاص والصدق والهجرة إلى الله بقلوبنا وأنفسنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا.
ولنا في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وعظة وعبرة؛ إذ دعا المسلمين إلى حضور صلاة العيد رجالا ونساءً؛ لتحصيل الخير وحضور دعوة المسلمين، ولاستشعار البهجة والسرور، ولتحقيق التعاون والصلاح مما يثمر في تنمية الروابط في المجتمع وتقوية أواصر المحبة.