شاشات رمضان.. من مخلّفات الصورة الرديئة في مسلسل «وردة وكتاب» عندما يعبث «الماكياج» بالجمال فيحوّله إلى قبح!؟

إن الله جميل يحبّ الجمال ... والقلب يعشق كل جميل والنفس تنفر من كل قبيح ...وإن جاء اختراع مواد التجميل ليضيف إلى الوجه مسحة إضافية من الجمال أو ليزيد الحسن بهاء فيبدو أن «الماكياج» له وظيفة أخرى في مسلسل «وردة وكتاب» ألا وهي العبث بالجمال وتشويه الذوق والإساءة إلى الصورة !

في عصر الصورة وتقنياتها العالية وفي زمن الثورة التكنولوجية الهائلة في أجهزة الإضاءة والتصوير، طالعت المشاهدين صورة رديئة للغاية على شاشة الوطنية الأولى عند بث مسلسل «وردة وكتاب» خصوصا على مستوى القيافة والتجميل للممثلات حيث برزن في شكل غير أنيق بالمرة بسبب المغالاة في وضع «المايك آب» دون ذوق والمبالغة في إضافة الإكسسوارات دون تنسيق... فكانت النتيجة صورة مقرفة إلى حدّ الاشمئزاز جلبت للعمل النقد والتنديد وفتحت على التلفزة أبواب السخرية والاستهزاء ...

وإن كان العمل الدرامي هو وحدة متكاملة من السيناريو إلى الإخراج إلى الأداء إلى الإضاءة إلى الصورة ... فيحدث أن يضعف عنصر أو أكثر في هذه الحلقة المترابطة فتنقذه بقيّة العناصر، وكم من عمل متواضع السيناريو وفقير الحبكة الدرامية شفعت له الصورة الجيّدة إلا أن ّ كل علامات الإخفاق تضافرت في مسلسل «وردة وكتاب» لتعلن الفشل وخيبة الأمل في مسلسل من إنتاج تلفزة الشعب وبميزانية قاربت 3 مليارات من مال المجموعة الوطنية !

خسارة !
كان في الحسبان أن يكون العمل الدرامي الوحيد الذي راهنت عليه التلفزة الوطنية في رمضان 2016 على قدر معيّن من الجودة على الأقل على الصعيد التقني والفني باعتبار أنها القناة الأولى من حيث الموارد البشرية والمالية لكن يبدو أن مسلسل «وردة وكتاب» زاد في خنق مؤسسة التلفزة التونسية بسبب انفضاض الجمهور عنه وعدم رضائهم عن هذا العمل الذي تكلف على المؤسسة العمومية حوالي 3 مليارات في ظل أزمة ديون تتخبط فيها التلفزة التونسية ... كما كان بالإمكان أن يكون هذا الإنتاج الدرامي الرمضاني الذي يمتد على 30 حلقة وتطلب إنجازه ميزانية ضخمة فرصة لاستعادة عرش الأعمال الرمضانية الناجحة أو على الأقل إعادة مصالحة القناة العمومية مع جمهورها إلا أن السيناريو الضعيف والإخراج غير الموّفق والصورة الرديئة... عناصر أطاحت بمسلسل «وردة وكتاب» إلى المراتب السفلى في نسب المشاهدة وأسقطت شاشة التلفزة الوطنية في شباك السخط والتهكم ...

وأمام هذا التراجع والرجوع إلى الوراء على التلفزة التونسية أن تراجع حساباتها وتغيّر من سياستها حتى تستعيد سالف أمجادها ونجاحاتها حتى تبقى دائما وأبدا التلفزة الأمّ.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115