وكان رجلاً صالحاً لا ينسى المساكين... ولكن الله لقنهم درساً فأرسل إعصاراً من نار في الليل فأحرق البستان وكان الندم والعذاب وعلموا أن الذي يطعم المساكين هو الله وليس البشر
يقول تعالى: فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ القلم: 21-32
لقد بدأ هذا النص بمناداة بعضهم بعضاً حيث أصروا على عدم إطعام المساكين من كلمة (فَتَنَادَوْا) وينتهي النص في قولهم عند كلمة (رَاغِبُونَ) أما ما قبل هذا النص وما بعده فهو سرد للقصة. ولذلك سوف نكتشف في هذا النص معجزة لا يمكن أن تأتي بالمصادفة.
لنتأمل هذا النص وبالتحديد نتأمل كلمة (أَوْسَطُهُمْ) ودعونا الآن نتساءل: هل من الممكن أن تتوسط كلمة (أَوْسَطُهُمْ) بحيث تأتي هذه الكلمة في وسط كلمات النص القرآني؟ هذا ما سوف نكتشفه بالفعل. فعندما نقوم بعدّ كلمات هذا النص القرآني نجد أن عدد كلمات النص هو 63 كلمة وكلمة (أَوْسَطُهُمْ) هي الكلمة الوسطى أي يوجد قبل هذه الكلمة 31 كلمة ويوجد بعدها 31 كلمة أيضاً... أي أن كلمة (أَوْسَطُهُمْ) تتوسط النص القرآني.