في العرض ما قبل الأول بدار الثقافة دوار هيشر: المخرج حافظ خليفة يقدّم «أسرار العشق»

يواصل المخرج حافظ خليفة غوصه في التراث العربي كاشفا عن كنوز ادبية ومنارات فكرية وابداعات لامست الفكر الانساني.


فبعد نجاحاته في مسرحيات طواسين ومراحيل وزنازين النور وبرزخ والسقيفة يستعد لتقديم العرض ما قبل الأول لمسرحية « أسرار العشق « عن الأثر العالمي « منطق الطير لفريد الدين العطار عن نص للمرحوم إبراهيم بن عمر ودراماتورجيا و إعادة صياغة محفوظ غزال وسينوغرافيا وإخراج حافظ خليفة و يساعده في الإخراج ايمن السعيداني في تصميم الانارة وتنفيذها رشاد باللحم وفي تصميم و حياكة ملابس امال الصغير وفي القيافة مفيدة مرواني وذلك يوم الخميس 23 جوان 2016 بدار الثقافة دوار هيشر.

ومسرحية « أسرار العشق «هي عبارة عن رحلة في عوالم العشق الالاهي و اسراره والبحث عن الذات القادرة على تحديد كنه الوجود الإنساني, والولوج الى دنيا الصوفية للبحث عن لذات الالهية انطلاقا من الذات الانسانية بنفس مسرحي تجريبي معاصر حيث يكشف المخرج حافظ خليفة من خلال هذا العمل المنحى الصوفي الذي اتخذه الأديب والفيلسوف الفارسي فريد الدين العطار الذي حظى بعظيم التقدير والمنزلة الرفيعة بفضل ما قدّمه للمكتبة الشرقية من مؤلفات ومن خلال فكره المتصوف والمبين أن الطريق الصوفي هو وسيلة لضبط النفس وطريق للمجاهدة، وغاية إدراك الله سبحانه وتعالى، من خلال المناجاة والمدح وذمّ التعصّب، حيث نطقت الطيور بأفكار البشر، فجعلها تسعى جاهدة حتى تدرك الاتصال بالله من خلال رحلة بحث عن الطير الخرافي او الطير المنشود ويقودهم في الرحلة طائر الهدهد «الذي كان هو من قاد سليمان الحكيم الى ملكة سبأ، فتطول الرحلة ويتراجع الكثير من الطيور بأعذار مختلفة، بحيث لا يبقى في نهاية الأمر سوى ثلاثين طائراً، تقرر الاستمرار في رحلة البحث. وهؤلاء، رمزياً، هم الصوفيون الثلاثون (ويعادل نعتهم بالفارسية كلمة «سي مرغ أي ثلاثون طائرا »، ما له دلالة واضحة)، الذين يأبون إلا أن يواصلوا الرحلة، تابعين الهدهد، قاطعين الفيافي والتضاريس، والوديان السبعة، التي ترمز هنا الى مراتب الوصول الصوفي السبع: وادي الطلب، وادي العشق، وادي المعرفة، وادي الاستغناء، وادي التوحيد، وادي الحيرة، وأخيراً وادي الفقر والغناء، الذي هو اصعب الوديان وآخرها، فإذا ما تمكنت الطير من اجتيازه وصلت الى مبتغاها.

وقد سعى حافظ خليفة في عملية إخراج لهذا النص الاعتماد على منحى تجريبي وذلك من خلال مراوحة النص الملفوظ و النص المرئي بمشاهد كوريغرافية معبرة تمازج بين اللعبة الجسدية و اللعب على التقنيات المشهدية المعاصرة باعتماد كلي على الإنارة المشهدية الثابتة والمتحركة وخيال الظل الثابت والمتحرك.

يشارك في هذا العمل في التمثيل كل من عبد الرحمان محمود, المنجي بن إبراهيم, كمال العلاوي,محمد توفيق الخلفاوي, خبيب العياري,شيماء توجان,كمال زهيو,محمد وسام كريدان وحسن المي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115