جدّا من عناصر نجاح العمل الدرامي، باعتباره يعبّر في دقائق قصيرة عن حوصلة حلقات طويلة في عمر المسلسل من البداية إلى النهاية. وكم من أغان حفظتها الذاكرة وتغنت بها الأجيال وفتحت أبواب الشهرة واسعة أمام أصحابها على غرار «صيد الريم» و«يوميات امرأة» و«عنبر الليل» و«غادة»... لكن يبدو أن مسلسلات رمضان 2016 قد خسرت هذا الرهان !
في تونس ، كما في العالم العربي كثيرا ما نجحت أغاني المقدمة في المسلسلات الرمضانية في شد الانتباه والنفاذ إلى الآذان والحصول على رضاء وإعجاب المشاهدين ... حتى صارت تُغنّى في كبرى المسارح وتطلب من الجمهور في كل مكان انطلاقا من أغنية مسلسل «ليالي الحلمية» في أداء لمحمد الحلو مرورا بأغنية مسلسل «المال والبنون» من أداء علي الحجار وصولا إلى أغنية مسلسل «وما ملكت أيمانكم». من أداء جورج وسوف...
«وردة وكتاب» دون أغنية ...لماذا؟
استخدام الموسيقى فقط دون أغنية، كان هذا خيار أصحاب الشأن في مسلسل «وردة وكتاب» على الوطنية الأولى في إعداد جينيريك إنتاجها الدرامي لرمضان 2016 وذلك بالاستعانة بعازف البيانو المقيم في بلجيكيا «ياسين عزيز» والذي سبق له أن وضع موسيقى جينيريك مسلسل « ليلة الشك» على قناة التاسعة في رمضان الفارط إضافة إلى إعداد الموسيقى التصويرية لفيلم «الزيارة « لنوفل صاحب الطابع وغيرها من التأليفات الموسيقية ... وقد يكون الدافع من وراء النزوع إلى الاكتفاء بالموسيقى التصويرية في مسلسل «وردة وكتاب» هو الرغبة في الرّهان على مستوى عال من الفن الموسيقي أو البحث عن الجديد والتجديد ... لكن يبدو أن هذا النوع من الجينيريك لم يلق استحسانا كبيرا من قبل مشاهدي المسلسل حيث ضاعفت الموسيقى التصويرية للمسلسل في شعور المتفرج بالملل و التبرم من طول المشاهد و تمطيط الأحداث ...
فنان من لبنان في «الأكابر» ولكن ...
كثيرا ما يختار القائمون على المسلسلات أصواتا معروفة و فنانين مشهورين لأداء أغنية المقدمة كضمان مبدئي لنجاح الترويج للعمل الدرامي ... وفي هذا السياق، جاء أداء جينيريك مسلسل «الأكابر» على قناة حنبعل بإمضاء الفنان اللبناني «إيوان»، خيار قد تبرره طبيعة المسلسل الذي ورد ممزوجا ما بين «التونسي واللبناني» بالرغم من أن الأصوات التونسية موجودة ومتوفرة ولا يزيد عنها صوت «إيوان» جمالا أو إحساسا ... ويبدو أنه وبالرغم من القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها الفنان اللبناني «إيوان» لدى فئة الشباب خصوصا فقد كانت أغنية جينيريك «الأكابر» عادية ودون المنتظر...
«بلطي» في أولاد «مفيدة» دون المطلوب
في جزئه الثاني، حافظ مسلسل «أولاد مفيدة» على أغنية المقدمة في موسمه الأوّل والتي جاءت في شكل «ديو» بين مغني الراب «بلطي» وشيرين اللجمي ... وبالرغم من المكانة التي يحتلها الراب لدى العديد من الشباب التونسي فإن أغنية هذا المسلسل لم تكن الحدث ولا حديث الساعة خصوصا أمام المفارقة ما بين موسيقي الجينيريك والموسيقى التصويرية داخل حلقات المسلسل حيث جاءت الأولى بنفس تونسي في حين كانت الثانية شبيهة بموسيقى السلسلات الأمريكية والمسلسلات الأجنبية...
عموما لم تكن مقدمات أغاني مسلسلات رمضان هذا العام على قدر كبير من الإبداع مما يؤهلها للنجاح واكتساح الساحة وجذب الاهتمام ... مما يستوجب إعادة مراجعة لطريقة إعداد الجينيريك وعدم السقوط في استسهال هذا العنصر الهام حتى لا يكون موضع ضعف في رصيد العمل الدرامي بل نقطة قوة و منطلق نجومية...