صراع «ثقافي» بين إيران وتركيا وأفغانستان: اختلاف حول تسجيل ديوان «جلال الدين الرومي» في قائمة التراث العالمي

هذه المرّة لم يكن الخلاف سياسيا ولا الاختلاف جغرافيا ولا حتى اقتصاديا أو إيديولوجيا.... وقد يصح وصف هذا الاختصام ما بين إيران وتركيا وأفغانستان بالصراع «الثقافي» بعد أن أصرت كل دولة من هذه الدول على نسبة الشاعر الصوفي «جلال الدين الرومي « إليها على خلفية

السعي إلى تسجيل ديوان «المثنوي» ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
مساعي إيران وتركيا تسجيل ديوان «المثنوي» للمتصوف والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي ضمن تراثهما الثقافي المشترك في قائمة اليونسكو للتراث العالمي أثارت غضب أفغانستان والتي احتجت أمام اليونسكو قائلة إن جلال الدين الرومي ولد في أفغانستان منذ أكثر من ثمانية قرون وفقا لما نشرته مصادر إعلامية متطابقة.

أشهر ديوان في «الصوفية»
تفيد المراجع بأن ديوان «المثنوي» للشاعر جلال الدين الرومي يعدّ واحدا من أشهر كتب الصوفية على الإطلاق، حيث تُرجم من الفارسية إلى معظم لغات العالم.. و»المثنوي» يعني بالعربية النظام المزدوج الذي يتّحد فيه شطرا البيت الواحد ويكون لكل بيت قافيته الخاصّة، وبذلك تتحرر المنظومة من القافية الموحدة، ويبلغ عدد أبياته 25632 بيتاً، موّزعة بين أجزائه الستّة وفيه 424 قصة تشرح معاناة الإنسان للوصول إلى حبه الأكمل الذي هو الله.
واستنادا إلى المصادر التاريخية فقد ولد جلال الدين الرومي عام 1207 في مدينة بلخ في خوراسان (أي في أفغانستان الحالية) وكان والداه يتحدثان الفارسية كما كتب ديوانه الشهير «المثنوي» بالفارسية. ولكنه أمضى جلّ حياته في أراضي ما سيصبح لاحقا يعرف بالدولة العثمانية.

وبسبب الغزو المغولي، فرّت أسرته من «بلخ» وانتقلت عبر بغداد ومكة ودمشق قبل أن تستقر في «قونية» في تركيا الحالية عندما كان جلال الدين الرومي في الرابعة والعشرين من عمره.
وتحظى قصائده، التي كتب معظمها بالفارسية وبعضها الآخر كُتب بالتركية والعربية واليونانية، بالكثير من التقدير والتبجيل في شتى بقاع العالم لما تحتويه من مفاهيم إنسانية خالدة وفلسفة كونية عميقة ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115