ما بين الشك واليقين، حام التساؤل حول دوافع الاستقالة المفاجئة لمدير أيام قرطاج السينمائية والمهرجان على أبواب الانطلاق والاستعداد حثيث لإحياء الذكرى الخمسون للأيام من 28 أكتوبر إلى غاية 5 نوفمبر 2016. فكيف كان جواب إبراهيم اللطيف؟
استقالة رسمية أم تلويح بالانسحاب ؟
للسنة الثانية على التوالي، يواصل السينمائي إبراهيم اللطيف إدارة أيام قرطاج السينمائية خلفا للمديرة السابقة درة بوشوشة. وبعد الانطلاق في الإعداد لخمسينية المهرجان والإفصاح عن ملامحها الكبرى في ندوة صحفية على هامش مهرجان «كان» في فرنسا والانتهاء من تصميم معلقة المهرجان ... فاجأ إبراهيم اللطيف الجميع بإعلان الاستقالة التي جاءت مطلقة لكن الكل ربطها بالانسحاب من إدارة أيام قرطاج السينمائية.
وفي تصريح لـ» المغرب» أوضح إبراهيم اللطيف ما يلي: «ربما لعبت الصدفة دورها في ربط العديد بين مضمون تدوينة كتبتها على صفحتي الرسمية وبين ذهابهم إلى أن المقصود بالاستقالة هو التخلي عن إدارة أيّام قرطاج السينمائية. وإن كان أمر الاستقالة يتعلّق بشأن آخر فهذا لا ينفي أن في نيّتي الاستقالة من مهرجان أيّام قرطاج السينمائية أمام تراكم العراقيل وتكاثر العقبات التي تحول دون الإعداد لخمسينية تليق بهذا المهرجان العريق.»
وفي ردّه على نوع هذه الإشكالات التي دفعته للتفكير في الاستقالة، أضاف إبراهيم اللطيف بالقول :» لم يعد من الممكن مواصلة المهام على رأس مهرجان يفتقد للاستقلالية المعنوية والمادية بعد أن أصبح المركز الوطني للسينما والصورة هو المتحكم في المهرجان «الآمر بالصرف» دون الاستناد إلى نص قانوني واضح... ولهذا أرفض بصفتي مستقلا وناشطا في المجتمع المدني أن أكون مديرا بلا صلاحيّة خصوصا وأن فتحي الخراط مدير المركز الوطني للسينما والصورة والكاتب العام للمهرجان في آن واحد يرغب في فرض سيطرته على المهرجان مما عرقل سير الاستعدادات لخمسينية الأيام خصوصا وأن هذا الشخص ليس محلّ إجماع أهل القطاع ومن المنتظر أن يجمعني لقاء قريب مع وزير الثقافة للتباحث في الموضوع ...»
ماذا في لقاء جمعيات ونقابات السينما؟
وأفاد إبراهيم اللطيف أن لقاء جمع مؤخرا كافة الأطراف المتداخلة في القطاع السينمائي من نقابات وجمعيات وهيئات سينمائية ... وتم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على ضرورة ضمان استقلالية المهرجان وأيضا على توسيع هيئة إدارة المهرجان إضافة إلى إخراج مهرجان أيام قرطاج السينمائية من تحت طائلة المركز الوطني للسينما والصورة ....
وإن يبدو خبر استقالة إبراهيم اللطيف مجرد تلويح بالانسحاب في ظل غياب تقديم مطلب استقالة رسمية إلى سلطة الإشراف فقد علق اللطيف بالقول :» قد يصح وصفها بالاستقالة المشروطة قصد إصلاح واقع القطاع السينمائي ففي كل الأحوال ليس في نيتي أن أواصل أكثر من سنتين على رأس المهرجان وليس المهم من يكون المدير بل الأهم أن يحافظ هذا المهرجان الوطني على حياده واستقلاليته...»
ليلى بورقعة