خصوصا وأن بلدان المغرب العربي على غرار المغرب والجزائر وموريتانيا سبقت تونس بأشواط في تسجيل أكثر من عنصر في قائمة اليونسكو ...
يعرف التراث اللامادي أو التراث الحيّ بأنه المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي ويشمل الممارسات والتمثلات والتعابير والمعارف والمهارات وكذا الآلات والأدوات والأشياء الاصطناعية والفضاءات الثقافية المرتبطة بها ...
ماذا في اجتماع لجنة التراث الثقافي بوزيرة الثقافة؟
إن الحديث عن أهمية التراث اللامادي والدعوة إلى ضرورة تثمينه في ظل الإهمال الذي يلحقه ليس بجديد اليوم ولا بحدث الساعة، فكل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة بعد الثورة تحدثوا طويلا في الموضوع وأطنبوا في تعداد خطوات استراتيجية العمل وأكثروا من الوعود في اللحاق بقائمة اليونسكو للتراث الحي ... ولكن إلى اليوم لا شيء تحقق وتونس لم تتوصل إلى تسجيل أي عنصر من التراث غير المادي في جدول التراث العالمي ! فهل من جديد سيتحقق في عهد الوزيرة سنيا مبارك؟
على إثر اجتماع لجنة التّراث الثّقافي غير المادي بوزارة الثّقافة والمحافظة على التّراث تحت إشراف وزيرة الثقافة، مؤخرا، تم الإعلان عن الانطلاق الرسمي للجرد الوطني لمكونات التّراث غير المادي .
وأفادت الوزارة أن المعهد الوطني للتراث سيتولّى القيام بهذا الجرد بمتابعة حثيثة من لجنة التراث الثقافي غير المادي صلب وزارة الثقافة
باعتبار أنّ الجرد هو أحد أهم آليّات المحافظة على هذه العناصر كما أنه يمثّل المرحلة الأساسية التي ستخوّل للوزارة المضي قدما في عملية تسجيل مكونات هذا التّراث ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما أكدت السيدة الوزيرة ضرورة إعداد رزنامة عمل مضبوطة لتقديم الملف في الآجال التي تنصّ عليها اتفاقية صون التراث الثّقافي غير المادي لليونسكو لسنة 2003.
عرائس سجنان على طريق الشهرة العالمية
في سجنان، تلك القرية الجبلية التابعة لولاية بنزرت، نساء عشقن الجمال وأبدعن الصنع، فاستحقت كل واحدة منهن لقب فنانة وصفة مبدعة وقد تعلمن من الطبيعة فن مزج الألوان ورسم الأشكال واللعب بالريشة بأصابع من ذهب ...فكن ربات الخلق لعرائس من طين تجاوزت شهرتها الأقطار ومثلت مصدر إلهام لكبار المخرجين والفنانين ... فهل ستجد عرائس طين سجنان طريقا ممهدا إلى قائمة التراث العالمي؟
في هذا السياق، أفادت وزارة الثقافة أنه تم الاتفاق خلال هذه الجلسة على العمل على تسجيل المعارف التقليدية المتعلّقة بعرائس الطّين ضمن قائمة التّراث العالمي لليونسكو.
في تونس، الكثير من مظاهر التراث الحي المتفردة والعديد من عناصر التراث غير المادي القيّمة من أكلات ووصفات غذائية وألعاب شعبية وموسيقى بدوية ...فقط ينقصها التثمين والوعي بقيمتها والدفاع عن هويتها ...