الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي:" إذا الشعب اليوم أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر".
وبعد أكثر من 85 سنة على وفاته صدر كتاب يكشف عن نصوص وأشعار ورسائل لم يسبق نشرها أبدعها شاعر تونس الكبير.
يتميز كتاب « ظلال النخيل » الصادر عن جمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية، بتضمنه لمجموعة من النصوص والأشعار لأبي القاسم الشابي ولثمانية وعشرين رسالة بعثها الشابي لأصدقائه أو تلقاها منهم وهي رسائل نشرت لأول مرة في هذا الكتاب الصادر منذ نحو سنتين في 254 صفحة في طبعة أنيقة ومحدودة النسخ، والذي من المنتظر أن يصدر في الفترة القليلة القادمة في طبعة جديدة عن إحدى أهم دور النشر العربية .
ومن التّفاصيل التي تكشفها النصوص الجديدة عن حياة الشّاعر الشّخصيّة، أسباب اضطراره إلى ترك إخوته في العاصمة في أثناء الفترات الطّويلة التي كان يقضّيها في الاستجمام في عين دراهم أو في المشروحة، وقد أشار إلى ذلك مصطفى خريّف في رسائله له في سياق التّعبير عن شوقه الكبير إليه .
ويتضمن الكتاب كذلك عدة نصوص كثيرة تؤكّد ما عرف عن وطنيّة الشّاعر وحماسته للمقاومة وحرصه على إثارة الحميّة في الشّعب، ولكنّ أغلب هذه النّصوص تعكس حالة من الإحباط واليأس التي تتحوّل إلى ثورة على الشّعب الخانع المستسلم. إلى جانب تضمنه للكثير من المواقف التّي تؤكد غربة الشّاعر في واقعه، وخاصّة في الرّسائل التي بعث بها أو تلقّاها، من ذلك ما تضمنته رسائل مصطفى خريّف الذي يصوّر الكثير من الحالات التي تكشف معاناة الشّاعر والأديب، في تونس وفي مصر، حين تحدّث عن وضعيّة الحدّاد أو العقّاد وغيرهما.