من الأ سماء الربّانية: المصوّر

خلق الله الأشياء وأوجدها من العدم، وصور كل مخلوق وهيّأه لما خُلق له، وركّب خلق الإنسان في أحسن الصور الدالة على الإبداع والإتقان، فتبارك الله أحسن الخالقين، ومع اسم الله المصوّر....

المصوّر هو اسم من أسماء الله الحسنى يدلّ على معاني التخليق والإيجاد والتخصيص، بحيث يجعل للأشياء أشكالاً وهيئاتٍ معلومة، يقول الإمام ابن الأثير: «في أسماء الله تعالى المصور، وهو الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورة خاصة، وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها».

ويقول الإمام ابن كثير: «الذي إذا أراد شيئا قال له: كن، فيكون على الصفة التي يريد، والصورة التي يختار. كقوله: في أي صورة ما شاء ركبكالانفطار: 8، ولهذا قال: المصور، أي: «الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها».
وعبّر البعض بقولهم: «المصوِّر هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، وهيئات متباينة من الطول والقصر، والحسن والقبح، والذكورة والأنوثة، كل واحد بصورته الخاصة، قال تعالى:فتبارك الله أحسن الخالقين المؤمنون: 14.

اسم الله المصوّر يدل على أمور، أوّلها: الخلق والإيجاد من العدم، وهذا ما لا يستطيع البشر فعله، وكلّ ما يستطيعه البشر أن يحوّلوا الأشياء من هيئة إلى أخرى، وثانيها: تخصيص كل شيء بهيئته وصفته التي تميّزه عن غيره، وهذه الهيئات والصفات إبداعٌ من الله، أما البشر فهم محكومون في تصاويرهم وخيالاتهم بما يرونه ويشاهدونه من مخلوقات، لذلك نجد أن تكييفهم للأشياء إنما هو مستوحىً مما يرونه في الكون، من هنا نعلم عظمة الجنّة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وندرك عجز البشر عن تصوير أو تصوّر هيئة الروح وأوصافها.

وقد ورد المصوّر اسماً لله تبارك وتعالى في القرآن الكريم مرّة واحدة، وذلك في قوله تعالى: هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى الحشر:24، وجاء مرّات عديدة بصيغة الفعل، كمثل قوله تعالى: هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم آل عمران:6، وقوله تعالى: الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم غافر:64، وقوله تعالى:  خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصيرالتغابن:3.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115