بالعاصمة مساء الجمعة 6جانفي 2023 بداية من الساعة السابعة مساء، وطيلة ساعة ونصف كان لقاء الجمهور مع الضحك والنقد في فيلم كما "الاسفنجة" امتصّ المشاكل السورية وقدمها للسينما.
"كازي روز" فيلم كوميدي تراجيدي، ضحكة مغلفة بالكثير من الوجع والنقد للمجتمع والدولة والرأي العالمي، فيلم ينقل معاناة السوريين والشعوب العربية بسبب الازمات المتتالية، ويطرح مشاغل المواطن البسيط في مواقف كوميدية "تناولنا للفيلم كان بسيطا،لكنه مليء بالرسائل، يبدو للمتلقي سهلا وهو يقدم وضعية ابناء شعبنا في سوريا" كما قالت سلاف فواخرجي في كلمتها الافتتاحية.
الفيلم من تمثيل رنا العظم ووفاء موصللي وائل رمضان وميرنا شلفون وجيني اسبر ويزن خليل وجمال العلي وميار اسماعيل وفايز قزق واندريه سكاف.
يطرح الفيلم العلاقة بين المواطن والسلطة، وعلاقة الإنسان بدينه وكيفية انخراطه في منظومة قيمية ومجتمعية مزيفة فقط لإرضاء غرور الآخرين، ويعالج مشاكل الصحة والتعليم وانقطاع الكهرباء وازمة الغاز وقطع الدول العربية لعلاقاتها مع جمهورية سوريا العربية وقيمة المواطن الاجنبي لدى السلطة العربية، مواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية جمّعت كاتبة النص أحداثها وشخصياتها في ملهى ليلي وعملية اختطاف مدبّرة.
"كازي روز" اسم المكان الذي تدور فيه الأحداث، اغلب قصة الفيلم الذي أخرجه الثنائي وائل رمضان وسلاف فواخرجي تكون في فضاء محدود لتقوم الكاميرا بعملة "الزووم" على الوجه وقصة كل شخصية، تضعها على طاولة التشريح المجتمعي والسلطوي تناقش ثمّ تنتقل الى حكاية شخصية جديدة.
في الفيلم يكون الانطلاق من الكوميديا ويجمع شخصيات مختلفة فكريا واجتماعيا وفنيا، فيجد المتفرج المحامي الملتزم بتعاليم دينه والرافض لكل اختلاط، ويعتبر وجوده في ملهى "جريمة" والراقصة العاملة لتوفير حياة افضل لابنتها، وخريجة الجامعة التي سرقت البطالة سنين عمرها و الابن المدلل الذي زيّن له غروره قدرته على التحكم في رقاب الناس وارواحهم فتجبّر وظلم، والام المتقدمة في العمر التي تركها ابنائها وهاجروا ثم انقطع خيط الودّ ورابط الاتصال و"سميح" عامل النظافة الذي حوّلته الصدفة واللعبة الى مختطف، والموظف بالامم المتحدة القادر على تحويل مصير شعوب ودول.
كل هذه الشخصيات المتناقضة جمّعت في مساحة سينمائية واحدة، فكان السيناريو مشحونا بالضحكة والسخرية الموجعة من ضياع الامل في بلاد تستقبل زوارها بكلمة :مرحبا بكم في سوريا: ادخلوها بحبّ".