فاز بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية: سامي بن عامر يصدر أول معجم عربي للفنون البصرية

والتاريخية والاجتماعية ليجمعها أخيرا في كتاب موسوعي جاء تحت عنوان «معجم مصطلحات الفنون البصرية». وبفضل هذا المعجم الفريد من نوعه والطريف في مضمونه أهدى الدكتور سامي بن عامر إلى تونس جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية.
كان لتونس نصيب في تتويجات جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية 2022 حيث فاز الفنان التشكيلي سامي بن عامر بالمركز الأول في فرع المعجم المتخصّص في الفنون والعلوم بفضل كتابه الذي صدر بعنوان «معجم مصطلحات الفنون البصرية».
أول معجم عربيّ للفنون البصرية
تهدف جائزة الشارقة إلى دعم البحث والإنتاج الفكري في مجال الدراسات اللغوية والمعجمية، والإسهام في إبراز الجوانب المعرفية المتعلقة باللغة العربية. كما تهدف إلى تشجيع الباحثين والمهتمين لتوجيه نشاطهم الفكري والبحثي إلى الموضوعات التي تهمّ مستقبل اللغة العربية والعلوم المرتبطة بها. وقد فتحت جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية الترشح أمام الباحثين باب الترشح لدورتها الخامسة 2022 بتقديم بحوث في محورين رئيسين ومحددين، هما: الدِّراسات الأسلوبيّة في تحليل الخطاب القرآنيّ والمعجم المتخصّص في الفنون والعلوم.
وفي قسم «المعجم المختص في العلوم والفنون» كرّم حاكم الشارقة الدكتور سامي بن عامر الفائز بالمركز الأول عن كتابه «معجم مصطلحات الفنون البصرية»،
وقد أنجز سامي بن عامر «معجم مصطلحات الفنون البصرية»، ليثري المشهد الفني بمعجم ناطق باللسان العربي يمتد على حوالي 760 صفحة ويتطرق إلى 128 مصطلحا تتفرّع بدورها إلى مصطلحات أخرى تهتم بالتعريف بالفنون في استقراء لمسارها عبر التاريخ وصولا إلى الزمن المعاصر. ويهتم هذا المعجم بالقضايا المتعلقة بالفنون على غرار سوق الفن والتكوين والممارسة... كما يتطرق إلى جائحة كورونا وتأثيرها على الممارسة الفنية ويتعرض إلى مظاهر تفاعل الفن مع الاكتشافات العلمية.
لوحة شاملة لتاريخ مصطلحات الفنون
لم يسع الباحث والأكاديمي سامي بن عامر في معجمه «مصطلحات الفنون البصرية «إلى تقديم شرح ابستمولوجي للمصطلح فقط بل بحث في إشكاليات المصطلحات الفنية المتغيرة عبر التاريخ . وهو ما يجعل هذا المعجم متميزا عن بقية المعاجم الواردة باللغات الأجنبية.
ويعد «معجم مصطلحات الفنون البصرية» لسامي بن عامر «أول إصدار عربي من نوعه حيث يعتبر أول معجمٌ عربيّ للفنون البصرية وهو ليس معجماً مُعرّباً بمعنى أنه ينقل مضمون معجم فرنسي أو إنكليزي إلى اللسان العربي أو هو مجرّد استدعاء للمصطلحات والأسماء والتيارات الشهيرة بين دفّتي كتاب بل إنه مغامرة تشكيلِ وبلورة شبكة المفاهيم والمدارس والتجارب المتناثرة في الكون الفنّي ضمن إطار واحد يلبّي حاجة الثقافة العربية اليوم إلى لوحة شاملة للفن تضيء الطريق للباحثين والفنانين وتربطهم بفضاء التلقي الواسع ومن ثمّ التأسيس لثقافة بصرية متينة ليختزل هذا الكتاب تجربة حياة فهو حصاد ثلاثة عقود لما أنجزه ووثّقه مؤلّفه في مسيرته الجامعيّة من دروس وبحوث ومقالات علمية ومحاضرات ذلك ان التجارب ذات الصلة بالمجال البصري مرّت دون أن تترك أثراً مُبقية الثقافة العربية على قصورها في الإمساك بمشهد الفن العالمي، تنظيراً وممارسة، كما بقيت مفتقدة للتراكم المُخصب الذي يربط بين الروّاد بالتجارب الجديدة لينصف هذا المعجم في النهاية الفنان العربيّ فيحضُر على قدم المساواة مع مُبدعي الغرب».