تمثلان تونس في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية: «تائهون» و«ضوء» مسرحيتان تقتفيان أثر الجريمة

عرفت تونس المسرح منذ القدم وتشهد على ذلك مسارح الرومان في كل مكان. وفي العصر الحديث احتفظ المسرح التونسي بريادة التأسيس على المستوىين العربي والإفريقي.

وبالرغم من بعض الأزمات يحاول الفن الرابع في بلادنا التحليق بأجنحة الإبداع إلى مختلف المهرجانات المسرحية ليعود متوجا وحاملا للألقاب والجوائز. فهل يحدث المسرح التونسي المفاجأة في اختتام أيم قرطاج المسرحية؟
في الدورة 23 من أيام قرطاج المسرحية تخوض مسرحيتان تونسيان غمار المنافسة على التانيت الذهبي من جملة 12 عملا من عواصم عربية وإفريقية. ومن الصدف أن «ضوء» وتائهون» تشتركان في إماطة اللثام عن الجريمة من خلال اختيار أبطال غير سوية.
«ضوء» بطل من وجع وإجرام
اختارت مسرحية «ضوء « للمخرج الطاهر عيسى بن العربي الغوص في عالم الجريمة وانحدار الإنسان في مستنقع اللاإنسانية . يقدم المخرج عرضه فيقول :» يقترح العمل المسرحي «ضوء» نظرة جديدة في الكتابة و الإخراج دون تواضع واهي و بكلّ وعي مرجعي ، تفكير جماعي في مفهوم الجريمة بصفتها القانون و كما تعرّف على أنّها كل انحراف عن المعايير الجمعية التي تتصف بقدر هائل من الجبرية والنوعية والكلية، ومعنى هذا أنه لا يمكن أن تكون جريمة إلا إذا توافرت فيها القيمة التي تقدرها الجماعة وتحترمها، الجريمة قد تكون ثورة أو انعزال حضاري أو ثقافي داخل طائفة من طوائف تلك المجموعة البشرية المحددة لمفهوم الأخلاق و القيم و التشريعات ، نتساءل حول مفهوم العائلة بصفتها المسؤول عن السلوك المدني ، عن السّلطة كونها المراقب و المقرّر و عن المجتمع في تطبيقاته و تأويله للقوانين الجمعية. إن مسرحياتنا ضوء لا تخرج عن العالم الكولتيسي للكاتب برنارد ماري كولتيس ، تتعتّق في المجتمع التونسي كما عتّق بريشت انتيقون و حيّنها فكانت له و تحرّرت من كاتبها الأصلي ، هكذا فعلنا . كتابة سينمائية بصرية ، تقطيعيّة بجرأة معلنة ، تغادر الخطابات الديداكتية التعليميّة نحو خلق مدرسة مشاهد تحفّز الذّهن لخلق خطاب خاصّ ، يتواصل العرض بعد العرض.» ....
ويلعب بطولة مسرحية «ضوء» كل من خالد الزيدي ، سميرة مسيخ ، يسرى بن علي ، معز بن طالب ، ضياء مالكي ، محمد فوزي البكوش ، شيماء الزعزاع ، ضياء بن زينب.
«تائهون» عن تيه الإنسان والمجتمع والدولة
في «تائِهُونْ « شيء ما من مسارح القسوة شاءت لنفسها أن تكون تجربة تغامر في الأقاصي وتسافر في الحدود، في رحلة بلا عود إلى التخوم. نحن في مجمع الثنايا ومفترق الطرق. نحن مَن قد ماتت فينا جهاتنا الست، فما بقي لنا شمال ولا جنوب، ولا شرق ولا غرب ولا سماء ولا أرض. ضعنا : هكذا قالت لنا صور « تَائِهُونْ « إلينا نحن التّائهين. هكذا تكلّمت مسرحية السعيدي والمسعودي فجاءت نحيبا ونواحا، صرخة، وصيحة، فكانت يا ويلنا، أواها على أواه...» هكذا كتب الناقد محمد مومن عن مسرحية «تائهون» للمخرج نزار السعيدي ودراماتورجيا عبد الحليم المسعودي.
تتحدث المسرحية عن جريمة قتل ارتكبتها الفتاة «إشراق» في حق أمها لتنطلق رحلة البحث عن الأسباب والخفايا التي تكشف بدورها الوجه القبيح للمجتمع التونسي وتعرّي إفلاس الدولة بعد الثورة من القيم والأخلاق وكل شيء جميل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115