اليوم افتتاح «أيام قرطاج المسرحية»: نور المسرح يضيء عتمة الأركاح والحياة

يضرب المسرح اليوم موعدا مع الحياة ويمنح وعدا بالبقاء على العهد في الدفاع عن رسائله النبيلة وذلك في افتتاح أيام قرطاج المسرحية التي اختارت أن يكون شعارها «برشا محبة».

هي محبة الركح للمسرح، ومحبة المسرحيين لمسرحهم ولجمهورهم، ومحبة الجمهور لإبداعات الفن الرابع ومبدعيه.... أليس المسرح في نهاية المطاف التعبير عن النور والخير والجمال؟
في دروب الفن الرابع تتصافح العروض ويلتقي الفنانون وتتحاور الأفكار من 3 إلى 10 ديسمبر 2022 بمناسبة الدورة 23 من أيام قرطاج المسرحية التي تديرها الفنانة نصاف بن حفصية.
عماد دبور يقدّم حفل الافتتاج
يرفل المسرح بكل خيلاء في الشارع الرمز بالعاصمة إعلانا عن افتتاح أيام قرطاج المسرحية لترتدي تونس أقنعة الفن الرابع وتتجمّل بأزيائه ومساحيقه على امتداد أيام من العروض واللقاءات والورشات والمجادلات التي تعود بالنفع على أب الفنون.
لأن المسرح لا ينفصل عن الشارع، سيكون انطلاق احتفالية الدورة 23 من أيام قرطاج المسرحية على الساعة الرابعة بعد الظهر من شارع الحبيب بورقيبة، حيث ستقدم «مجموعة دندري» عرضا موسيقيا ليكون على إثرها الموعد مع عرض «سيرك باباروني» وذلك من أجل بث أجواء من البهجة والحيوية في الشارع الكبير.
وعلى الساعة السابعة مساء ينطلق حفل الافتتاح الرسمي لأيام قرطاج المسرحية بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي. وقد علمت «المغرب» أن الإعلامي والباحث عماد دبور سيتولي تقديم حفل الافتتاح. وقد تميز عماد دبور في تقديم البرامج الحوارية الثقافية مع قامات فكرية وفنية عربية على غرار ما يفعله في برنامجه «مش ممنوع» ...
مسرحيتا «شوق» و«أنا الملك» في الافتتاح
في افتتاح ثنائي الأبعاد، اختارت الهيئة المديرة عرضين تونسيين لافتتاح الدورة 23 وهما : عرض «شوق» لحاتم دربال بقاعة الريو بالعاصمة وعرض «أنا الملك» لمعز حمزة بمسرح الجهات بمدينة الثقافة. وينطلق العرضان على الساعة الثامنة ونصف ليلا..
وتتحدث مسرحية «شوق» من إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية ببن عروس عن تشوّق الابن الأكبر للقاء عائلته بعد غياب طويل حتى ولو كان سيعلمهم بمرضه وقرب موعد وفاته. يجتمع الجميع لاستقباله، لكن سرعان ما تطفو الخلافات القديمة على سطح الذاكرة، لوم وعتاب وحنين واشتياق وصراع يكشف هشاشة الشخصيات التي تعيش في متاهة الفقدان والرهبة والخوف والحلم والشوق...
وعن مسرحية «أوديب الملك» لتوفيق الحكيم، تطرح مسرحية «أنا الملك» بشكل معاصر حكاية بلاد سرق الأغنياء فيها ثورة الفقراء وحوّلوها من ثورة إلى دولة، ومن دولة إلى ثروة. وفي زمن اشتداد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية، يدفع المواطن البسيط الثمن غاليا. هذا المواطن الذي أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى في قوته وحريته واستقراره في ظل تجربة انتقال ديمقراطي تعطلت. دون شك في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والتوازن بين الجهات وترشيد استغلال الثروات لا يمكن أن تؤمنه الأيادي المرتعشة وأشباه السياسيين الذين ازدهرت ثرواتهم في عهد الحكام الجدد.
في مراوحة بين الماضي المستفز والحاضر المربك، تعيد مسرحية «أنا الملك» تشكيل اللحظة الإبداعية الراهنة وتقديم نظرة للعالم بمنطق شامل وإنساني.
مسرح الحرية: 12 عرضا من إبداع السجناء
إلى ما وراء القضبان تنفذ أيام قرطاج المسرحية لتكسر عزلة السجون وروتين أيامها المتشابهة لا فقط لإمتاع المودعين بلحظات من التحرر والانعتاق من خلال مشاهدة عروض مسرحية بل لاستضافتهم على ركحها كفنانين يصنعون المشهد الإبداعي. وسيتم تقديم 12 عرضا مسرحيا من إنتاج نوادي المسرح بالوحدات السجنية والإصلاحية، وهي: سجن المرناقية (مسرحية «ستار العيوب») و سجن برج العامري( مسرحية «حكمة مجنون») وسجن المرناقية(مسرحية «XY») وسجن قبلي ( مسرحية «خضرا») وسجن صفاقس (مسرحية «علاش هكة») . وسجن برج الرومي( مسرحية «إنهيار») وسجن مرناق (مسرحية «غالية») ، وسجن الهوارب (مسرحية «ترهويجة») وسجن سوسة بالمسعدين (مسرحية «بالسلامة») وسجن قفصة (مسرحية «أون بان») وسجن المهدية ( مسرحية «هذا بختى») ومركز إصلاح الأطفال بسيدي الهاني (مسرحية «إنفصام») .
ومن أجل قنص التانيت الذهبي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية تسجل تونس حضورها بمسرحيتين من جملة 12 عرضا وهما : «ضوء» للطاهر عيسى بن العربي و»تائهون» لنزار السعيدي. وتحمل بقية عروض المسابقة الرسمية العناوين التالية: «النسر يسترد أجنحته» (السودان) و»شمس ومجد» (سوريا) و»أنتيقون» (الجزائر) و»المجوهرات» (الكونغو الديمقراطية) و»حدائق الأسرار» (المغرب) و»الديار» (السينغال) و»ايزدان» (العراق) و»هملت بالمقلوب» (مصر) و»لغم أرضي» (فلسطين) و»كوكتيل شقف بلا معنى» (لبنان).
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من المسرحية التونسية ليلى طوبال في رئاسة اللجنة، ومن الأعضاء: لينا أبيض من لبنان ويوسف حمدان من البحرين و»خوسيه مينا آبرانتيس» من أنغولا وفلاح شاكر من العراق وعبد الواحد مبروك من تونس.
وسبق وأن أهدت مسرحية «آخر مرة» لوفاء الطبوبي الجائزة الكبرى لتونس في دورة العام الفارط ، فهل يكون الاستثناء تونسيا على مستوى التتويج المسرحي في دورة 2022؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115