أيام قرطاج المسرحية 2022: تفكير في الموجود... والمنشود

هو المسرح.. شعلة الفنون وشغف الحياة في تجسيد حيّ على ركح مهووس بالتجديد على الدوام. وتحت شعار»برشا محبة» تدعو أيام قرطاج المسرحية جمهورها

إلى احتلال القاعات والالتفاف حول الأركاح لاغتراف طاقات متجددة من الحب والفن والجمال من 3 إلى 10 ديسمبر 2022.
أعلنت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية في ندوة صحفية ،أمس الجمعة» عن افتتاح الدورة 23 بعرضين تونسيين وهما: «أنا الملك» للمخرج معز حمزة و»شوق» لحاتم دربال وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس.

1/ مسارات جديدة للإبداع والتوزيع
39 سنة من التأسيس والبحث والتجديد مرّت على ركح أيام قرطاج المسرحية التي تتشبث اليوم بمكانتها وماضيها العريق وتتطلع إلى مستقبل أفضل في السنوات القادمة. وفي هذا السياق أكدت مديرة الدورة 23 نصاف بن حفصية أنّ «أيام قرطاج المسرحية بما هي عميدة المهرجانات في إفريقيا والعالم العربي تستدعي إعادة التفكير في مهمته الأساسية وإعادة تحديد أهدافه وتموقعه في عالم يتسم بالتقلب. وذلك من خلال محاولة التفكير في صبغة هذا المهرجان ودوره في تغيير واقع المسرحيين والمساهمة في تكريس حقهم في الانتماء إلى قطاع متكامل هيكليا من خلال خلق مسارات جديدة للتكوين والإبداع والإنتاج والتوزيع.»
وتساءلت نصاف بن حفصية : لماذا أيام قرطاج المسرحية اليوم؟ وأضافت أنّ هذا السؤال الحارق يستدعي بدوره سلسلة من الاستفهامات الأخرى التي تستوجب البحث وبلورة الحلول على غرار: أي تغيير يجب إحداثه في ظل تعثر مسارات الإنتاج والتوزيع في بلدنا والبلدان المجاورة؟ وما هو الشكل المنشود من أجل خلق صناعة مسرحية وضمان الاستمرارية في المكان والزمان؟

2/ ندوة دولية عن آفاق الإنتاج والترويج العربي والإفريقي
تهتم الندوة الدولية لأيام قرطاج المسرحية بالبحث في «آفاق الإنتاج والترويج العربي والإفريقي» تحت إشراف الدكتور محمد مسعود إدريس . وتقتفي هذه الندوة «مسارات الإنتاج والتوزيع المسرحي بالبلدان العربية والإفريقية، في محاولة للتباحث حول سبل دعمها وتطويرها بما من شأنه أن يؤسس لصناعة إبداعية لهذا القطاع ترتكز أساسا على هيكلة تعتمد على مقاربة اقتصادية تتماشى وخصوصيات كل بلد في المنطقة».
ومن أجل تبادل التجارب والخبرات في مجالي الإنتاج والتوزيع و البحث عن التمويل و عن الأسواق تم تشريك المختصين والمهنيين من منتجين ومشرفين على مؤسسات مانحة للمساعدة على الإنتاج والممولة للمشاريع الثقافية وكذلك باعثي الهياكل المسرحية ومديري الفرق والمهرجانات. وتهدف الندوة إلى الخروج بمقترحات لإنشاء قاعدة بيانات ومنصة إلكترونية يتم لترويج الإنتاجات المسرحية.

3/ موليار في مرآة المسرح العربي والإفريقي
تمثل سنة 2022 حدثا هاما في تاريخ المسرح بصفة عامة نظرا إلى اقترانها باكتمال أربعة قرون على ميلاد الشاعر والكاتب المسرحي الخالد موليير . واحتفاء بهذه المناسبة تنظم أيام قرطاج المسرحية بالشراكة مع الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين بإشراف الدكتور حمدي الحمايدي ندوة دولية تحت عنوان «موليار في مرآة المسرح العربي والإفريقي». وتبرز هذه الندوة «دخول العرب عالم الفن الرابع عن طريق ترجمة وعرض أعمال هذا الفنان الفذ والتي كانت أيضا منصة اعتلاها المسرح الإغريقي الفرنكوفوني من أجل أهداف تعليمية ولطرح إشكاليات خصوصية الأعمال الإبداعية الدرامية في القارة السمراء». و تبحث الندوة في عدة جوانب منها أساسا الترجمة والاقتباس والتطويع حسب مقتضيات الواقع المحلي والجواب العملية للعرض المسرحي وحتمية التجاوز للمنوال المعتمد. وقد كشفت رئيسة الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين فوزية المزي بأنه سيتم إصدار تحت إشراف محمد المي يوثق لتاريخ المسرحي التونسي في علاقته بموليير.

4/ «ضوء» و»تائهون» يمثلان تونس في المسابقة الرسمية
هي مسارح من جماليات متعددة وجنسيات مختلفة تخوض غمار المنافسة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية. ومن بين 12 عرضا مرشحا للتتويج في الدورة 23 تسجل تونس حضورها بمسرحيتين هما : «ضوء» للطاهر عيسى بن العربي و»تائهون» لنزار السعيدي. وتحمل بقية عروض المسابقة الرسمية العناوين التالية: «النسر يسترد أجنحته» (السودان) و»شمس ومجد» (سوريا) و»أنتيقون» (الجزائر) و»المجوهرات» (الكونغو الديمقراطية) و»حدائق الأسرار» (المغرب) و»الديار» (السينغال) و»ايزدان» (العراق) و»هملت بالمقلوب» (مصر) و»لغم أرضي» (فلسطين) و»كوكتيل شقف بلا معنى» (لبنان).
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من المسرحية التونسية ليلى طوبال في رئاسة اللجنة، ومن الأعضاء: لينا أبيض من لبنان ويوسف حمدان من البحرين و»خوسيه مينا آبرانتيس» من أنغولا وفلاح شاكر من العراق وعبد الواحد مبروك من تونس.

5/السنغال البلد المُكرّم
يحتل المسرح السنغالي مكانة أساسية في نحت ملامح ثقافة بلاده وشعبه، كما يمثل ضلعا أساسيا في بناء خصوصية أيام قرطاج المسرحية وتأكيد بعدها الإفريقي. وقد اختارت الدورة 23 الاحتفاء بالسنغال التي يساهم مسرحها في تحقيق تقدمها الفكري والسياسي من خلال تكريم أحد أهم المفكرين الأفارقة في القرن العشرين ليوبولد سيدار سنغور، وهو الأديب العالمي والشاعر الشهير والذي كان أول رئيس للسنغال. وقد ناضل هذا الشاعر/ الرئيس كثيرا من أجل إرساء مسرح إفريقي مستقل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115