بالرغم من المطالبة باستمرارية الإدارة: ماذا وراء استقالة سنياء الشامخي ونبيهة كراولي؟

كثيرا ما كانت الإقالات المرتعشة وتغييرات الحكومات المتواترة تعرقل سير وزارة الشؤون الثقافية. وكم من وزير تظلّم من أنّ الوقت لم يمهله لتنفيذ إستراتيجية

عمله وتطبيق برنامجه الإصلاحي، والشيء نفسه ينطبق على المديرين العامين على رأس التظاهرات الثقافية الكبرى. وبدورها تشجّع الوزيرة الحالية حياة قطاط القرمازي بقاء هؤلاء المديرين لمدة ثلاثة سنوات متواصلة حتى تكون الفرصة سانحة أمامهم لإثبات كفاءتهم وبلورة رؤاهم وتصوراتهم ...
في الوقت الذي ينادي فيه الكثيرون بضرورة ديمومة واستمرارية قيادة التظاهرات الثقافية الكبرى كضمان لتنظيم دورات محترمة وعلى مستوى جيّد شكلا ومضمونا، اختارت مديرة أيام قرطاج السينمائية سنياء الشامخي الاستقالة لتعلن أمس الاثنين مديرة مهرجان الأغنية التونسية نبيهة كراولي الاستقالة.
«الجي سي سي» تبحث عن مدير من جديد !
يبدو إن إدارة دورة واحدة كانت كافية في نظر المخرجة سنياء الشامخي لتعلن عن استقالتها من خطة مديرة عامة لأيام قرطاج السينمائية. وبمجرد اختتام الدورة 33 لـ»لأيام» أعلنت أنها لن تواصل في الدورة المقبلة وأنها ستتفرغ للإخراج والكتابة بعد تجربة وصفتها بالمرهقة والجميلة في الآن ذاته.
من بين بصمات سنياء الشامخي في إدارتها لأيام قرطاج السينمائية سعيها لإنصاف المرأة الفنانة والمبدعة من كل القارات والجنسيات والأجيال من خلال تخصيص برنامجين جديدين يهدفان إلى إعادة الاعتبار للرائدات وتقديم سينمائيات الجيل الجديد، وهما «فوكيس إسبانيا»، و»رؤى متقاطعة لصانعات الأفلام من الجنوب والشمال حول المنفى والهجرة واللاجئين».
كما قامت المديرة المستقيلة بتأسيس قسمين جديدين، «قرطاج أسبوع النقاد» في محاولة إعادة الاعتبار إلى النقد باعتباره رديف الإبداع، وقسم «أيام قرطاج السينمائية للأطفال» في العاصمة والجهات إيمانا بحق الطفولة وحاجتها إلى سينما مختصة تعبّر عنها وتتوّجه إليها..
مهرجان الأغنية التونسية يبحث عن منقذ !
في انتظار الدورة 21 لمهرجان الأغنية التونسية التي تم الإعلان عن موعدها من 7 إلى 11 مارس 2023، كان من المتوقع كشف بعض الملامح العامة أو بعض الخطو العريضة سيما وأنه تم تسمية الفنانة نبيهة كراولي مديرة للتظاهرة منذ شهر فيفري 2022. إلا أنّ مديرة هذا المهرجان قد أعلنت عن استقالتها في مقطع فيديو نشرته على صفحتها الرسمية بفايسبوك. ولئن أكدت أنّ عديد الأسباب دفعتها للاستقالة فإنها صرّحت بأنها تتحفظ عن ذكرها في الوقت الحالي.
وأكدت نبيهة كراولي أنها «ترددت في قبول هذه المهمة إلا أن ّحصولها على تطمينات من سلطة الإشراف دفعها للقبول». وأشارت أنها انخرطت مباشرة في العمل وفق رسالة تقوم على مبدأ لم الشمل إلا أنها اصطدمت بواقع معرقل حال دون إكمال المشوار.
وما بعد استقالة نبيهة كراولي ، قد تكفي المدة المتبقية أي حوالي 3 أشهر من الآن لتنظيم مهرجان الأغنية التونسية؟ ومن سيملك الشجاعة ليتسلم إدارة المهرجان وقد تركته نبيهة كراولي في منتصف الطريق أو يزيد؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115