وبقيت أيام قرطاج السينمائية ثابتة على عهدها ومحافظة على إشعاعها بفضل رفعها منذ تأسيسها لشعار المقاومة والالتزام بقضايا الشعوب وهواجس الإنسان في كل زمان ومكان. في سنة 1966 أسس الطاهر شريعة أيام قرطاج السينمائية وعندما سئل عن دوافع بعث هذا المهرجان من العدم أجاب إن : «فكرة تكوين أيام قرطاج السينمائية خرجت عن انفعال وغضب وكانت ردّة فعل عنيفة جدّا مني»... ولما سئل في أحد الحوارات الصحفية عن أهداف هذه الأيام قال : «قررت أن أبعث مهرجانا سينمائيا تونسيا لا يشبه أي مهرجان آخر بعيدا عن كل الشوائب غير شبيه بالمهرجانات التي تروج لأفلام رديئة فتنمّقها وتسوّقها والغريب أنك تجد الآخرين يتنافسون على شرائها فأردته مهرجانا غير تجاري ينطلق في إطار تونسي ثم عربي وعندما نتجاوز مسألة اللغة يكون إفريقيا ثم عالميا ولا يكون كذلك إلاّ بالتركيز على الخصوصية التي من أجلها يأتي الناس من مختلف بلدان العالم لمتابعة هذا المهرجان.». واليوم يحج الناس من كل القارات إلى موسم السينما في تونس وفي قلوبهم رهبة من هيبة هذا المهرجان الذي لا يسمح إلا بمرور الجيد على شاشته. لقد نبذت أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها السينما التجارية وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام سينما المؤلف. واليوم تعرض أفلام الدورة 33 قصصا من الحياة وتساؤلات فلسفية وحياة وجودية بحثا عن مصير افضل للإنسان الذي هو سر استمرار هذا الكون.
أيام قرطاج السينمائية: هيبة وسمعة من ذهب
- بقلم ليلى بورقعة
- 10:25 03/11/2022
- 952 عدد المشاهدات
كم من مهرجان سينمائي راهن على قوة المال من أجل جذب الاهتمام وخطف الأضواء ولكنه سقط في البهرج المبالغ فيه على حساب الفرجة السينمائية؟