انطلق في القيروان ويمتد على 5 سنوات: مشروع «مغرومين» لإدماج الشباب عبر الثقافة والرياضة

كم من الشباب يملكون غراما كبيرا بلا حدود في شتى مجالات الإبداع والفنون؟ وكم منهم من يملكون شغفا بممارسة مختلف الرياضات بمنتهى الحرفية والرشاقة ؟

ولكن من هذه الطاقات والمواهب المغمورة تنتظر فرصة للظهور والبروز. وفي هذا السياق يراهن مشروع «مغرومين» على إدماج الشباب في الحياة العامة من خلال الثقافة والرياضة.
احتضن المعلم التاريخي فسقية الأغالبة في القيروان، يوم 22 أكتوبر 2022 حدث الإعلان عن الانطلاق الرسمي لمشروع «مغرومين» الذي يندرج في إطار»برنامج EU4YOUTH» الممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية والمجلس الثقافي البريطاني والمؤسسة الدولية والأيبيرية الأمريكية للإدارة والسياسات العامة.
الشباب صاحب القرار... وقوة للاقتراح
كانت عاصمة الأغالبة القيروان وجهة لوفود شبابية من 24 ولاية تونسية، جاءت للتعبير وتبليغ أصواتها كأصحاب قرار وقوة اقتراح في وضع السياسات العامة لبلادهم. وقد كان اختيار هذا المكان فرصة للتعريف بآثارنا ومواقعنا وتاريخنا في دفع لعجلة السياحة الثقافية سيما وقد واكبت الحدث شخصيات دولية من مستوى رفيع.
في أجواء من الحماس الشبابي والحيوية المتقدة بالأمل والطموح نحو الأفضل، تم تقديم مشروع «مغرومين» الذي يهدف إلى خلق آليات مستدامة لاندماج الشباب في الحياة العامة عبر جسور الثقافة والرياضة. وفي هذا السياق، يسعى مشروع «مغرومين» إلى دعم الحكم المحلي الذي يعتمد على التشاركية والشفافية، وإلى تعزيز قدرات المجتمع المدني وأدواره، وإلى تسهيل الإدماج المهني وتشغيل الشباب في قطاعي الثقافة والرياضة..
في محيط فسقية الأغالبة كانت الخيام التي تمّ تركيزها بالمناسبة كخلايا النحل النشيطة، كانت تعج بعشرات الشباب الحالم والطموح في رسم آماله واستشراف مستقبله عن طريق الورشات التفاعلية في فنون الرسم والمسرح والرقص والموسيقى وكذلك في ملاعب الأنشطة الرياضية. وقد اتسع هذا المشروع لاحتضان شباب كل الأرياف والجهات والقرى النائية. كما منح الفرصة لشباب من ذوي الحاجيات الخاصة للمشاركة والإدلاء بدلوهم في تقرير مصيرهم...
وحتى إن كان جلّهم من المغمورين بعيدا عن الأضواء ومراكز الاهتمام، وحتى إن كان أغلبهم يفتقدون إلى حقهم الدستوري في النفاذ إلى دور الثقافة والشباب، فإنهم كانوا يستمتعون في إطار مشروع «مغرومين» بتمكينهم من المصدح والركح للحديث عنهم، وبلغتهم، وعلى طريقتهم ...
حلول جذرية من أجل تغيير حقيقي
من الشباب وإليهم، ينطلق مشروع «مغرومين» وإليهم يتوجه وعليهم يعود بالفائدة. وفي هذا السياق شدد رئيس  فريق مشروع «مغرومين» مراد الصكلي على أن هذا المشروع سيكون وفيا لطموحات الشباب ولآمالهم ولأصواتهم من خلال إستراتيجية عمل تشاركية مع وزارتي شؤون الشباب والرياضة والشؤون الثقافية والقطاعين العام والخاص وجمعيات المجتمع المدني.
وأضاف الدكتور مراد الصكلي في تصريح لـ»المغرب» بالقول: على امتداد حوالي سنوات يتواصل مشروع «مغرومين» الذي يراهن على أنّ ممارسة الثقافة والرياضة هي ضمان لتنشئة جيل سليم وقادر على النقاش والحوار والاقتراح...إلى جانب امتلاك الروح الرياضية. لذلك فإن هذا المشروع لا يلهث وراء شعارات جوفاء بقدر ما يسعى إلى إيجاد حلول حقيقية وإحداث التغيير نحو الأفضل في استثمار لطاقات شبابية هائلة تحتاج إلى التأطير والأخذ بيدها من أجل حمل المشعل غدا.
وقد أشاد الحضور الأجانب من ممثلي المؤسسات والهياكل الدولية في بعث مشروع «مغرومين» بالطاقات الشبابية في تونس والتي تعد بمستقبل أجمل شرط توفير الظروف والإمكانات اللازمة  لتجسيد الأفكار وتنفيذ المقترحات. ودعا هؤلاء الضيوف من أصحاب المراكز المرموقة الشباب إلى احتلال دور الثقافة والشباب والدفاع عن حقوقهم في ممارسة شتى أشكال الإبداع من أجل التدرب على إدارة الشأن العام في المستقبل بكل التزام ومسؤولية. 
وقد حضر حدث الإعلان عن الانطلاق الرسمي لمشروع «مغرومين» وزير شؤون الشباب والرياضة كمال دقيش باعتبار أن الوزارة شريكا في هذا المشروع إلى جانب وزارة الشؤون الثقافية. وقد كشف الوزير كمال دقيش  أن 83.7 % من التونسيين لا يمارسون الرياضة، وأنّ 70% من الشباب التونسي لا يعرفون البحر ولا  يذهبون إلى الاصطياف  بسبب غياب وسائل النقل وانعدام الإمكانات المادية. وتسعى الوزارة إلى تلافي هذا النقص من خلال بعث مشروع السياحة الشبابية. وشدّد الوزير كمال دقيش على ضرورة مراجعة برامج وأساليب عمل دور الشباب القارة والمتنقلة حتى تلبي حاجات الشباب في الجهات والأرياف والمناطق النائية.   
  في جذوة الشباب المتقدة بالطاقة والحيوية، لم يطلب شباب «مغرومين» سوى منحهم الفرصة لإثبات قدرتهم على الفعل واتخاذ القرار والمساهمة في وضع السياسات العامة لتونس لأنهم بكل بساطة يمثلون المستقبل وسيكون الغد لهم حتى وإن همشهم الحاضر !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115