في مهرجان «جو فوتوغرافيا»: الفن المعاصر يرسم صورة أجمل للشارع التونسي

في خروج إلى الشارع واستلهام من أجوائه وصخبه ومشاهده، يقترح مهرجان «جو فوتوغرافيا» على كل العابرين لشارع الحبيب بورقيبة

معرضا مفتوحا للصور الفوتوغرافية وللرقص والموسيقى ... وفي احتفاء بـ «الجسد في كل تشكلاته»، سيكون هذا الشارع الرمز وبعض الفضاءات أخرى محملا للفن المعاصر الذي ينتصر إلى قضايا الإنسان والوطن.
تطلق مؤسسة كمال الأزعر للفنون والثقافة بالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس وعديد الشركاء الآخرين الدورة السادسة لمهرجان «جو فوتوغرافيا» من 6 أكتوبر إلى 20 أكتوبر 2022 بتونس العاصمة ولأول مرة بمدينتي صفاقس وسوسة.
معارض في أماكن غير معهودة
من مناخات الطقس وحالات المزاج وغيرها من الإحالات، يستعير مهرجان «جو فوتوغرافيا» تسميته حيث يحيل مصطلح «جو» إلى كل ما هو متناغم مع العصر، كل ما يصنع حقبة تاريخية، وكل ما يدور في منطقة جغرافية ما، وأيضا كل ما هو احتفالي أو للتعبير عن شيء بعيد المنال أو غامض. وفي اللهجة التونسية تحيل كلمة «جو» إلى الأجواء الممتعة. ومن هنا يستمد مهرجان «جو فوتوغرافيا» جمالياته ورمزيته ليغير من وجه المدينة ويترك الأثر في كل مكان.
في سنة 2013 انطلق مهرجان «جو فوتوغرافيا للاحتفاء بتمثلات الفن المعاصر في الدول العربية وبلدان البحر الأبيض المتوسط وإقامة جسور تواصل وترادف بين الفنانين والبلدان. بعد غياب اضطراري بسبب جائحة كورونا، يعود مهرجان «جو فوتوغرافيا» في نسخة سادسة تهتم بالتصوير الفوتوغرافي وبفنون الصورة.
وفي كشف لملامح الدورة الجديدة للمهرجان أفادت» لينا الأزعر» رئيسة مؤسسة كمال الأزعر للثقافة والفنون في تصريح لـ»المغرب» أنّ مهرجان «جو» يأتي هذه السنة للخروج بالمشهد الثقافي من حالة الركود والتهميش من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية خارج الأماكن المعهودة في استقطاب للفنانين وأصحاب المجموعات الفنية والقائمين على المعارض والأكاديميين والمتخصصين في الفن إلى جانب الجمهور العريض في التفاف حول المعارض والمؤتمرات والموائد المستديرة ...
وتهدف هذه الدورة لسنة 2022 إلى أن تكون ديمقراطية ومنفتحة على جميع شرائح المجتمع وموجهة لكل الجماهير، محترفين كانوا أو هواة. وهو السبب الذي جعل مهرجان «جو» أكثر من مجرد مجموعة من المعارض، ليتحول إلى مختبر حقيقي للأفكار وبالتوازي مع المعارض، يقترح المهرجان أربعة أيام من اللقاءات والمناظرات وذلك من 6 إلى 9 أكتوبر في المقر السابق لبورصة تونس.
الفن يصوّر «الجسد في كل تشكلاته»
في فلك «الجسد في كل تشكلاته» تدور كل تجليات الفنون في «مهرجان جو 2022 «، وقد أكدت لينا الأزعر أنّ المهرجان سيكون عبارة عن رحلة مشوقة وقصة مترابطة يمكن اقتفاء آثارها من خلال زيارة مختلف مناطق العرض. إذ سيتم عرض الأعمال الفنية بطرق غير معتادة وذلك على المعلقات الإشهارية وعلى المنشآت المعاصرة غير المألوفة على غرار مبنى بورصة الشغل والمعهد الثقافي الفرنسي بتونس وقصر العبدلية ومطابع سيراس القديمة ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون ... بالإضافة اللافتات الإشهارية التي ستتحول إلى محمل معرض فني في الفضاء العام كما سيتم تركيز تنصیبات، وصور فوتوغرافية تفاعلية، وصور متحركة، في بمناطق متعددة في المدينة في محاولة لاستنطاق ديناميكية لغة الجسد - التي تظهر أحيانا واضحة ومادية، وأحيانا مجردة، وأحيانا أخرى خيالية. ستكون الصورة في شكل فيديو من خلال أعمال فنية ذات قيمة عالية وذلك لأول مرة في القارة الإفريقية.
وتكريســـــا لتعدديـــة الاختصاصات التي طالما تميز بها مهرجان «جو»، ستقدم هذه النسخة الجديدة برنامجا قائما على مختلف التعبيرات الفنية: الموسيقى والسينما والرقص والمسرح ...، تتطرق، كل على طريقتها الخاصة، إلى موضوع الجسد. ويمكن للجمهور مواكبة المهرجان عبر موقع الواب وتطبيقات الهاتف المحمول وذلك لعيش تجربة «جو فوتوغرافيا 2022, والتي ستنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
سيكون «الجسد في كل تشكلاته» موضوع نسخة «جو» فوتوغرافيا 2022 فهو يشمل المجسد بكل معانيه وبجميع دلالاته فمن 6 إلى 20 أكتوبر 2022، سيعرض حوالي 150 فنانا من 40 دولة أعمالهم في أماكن ومعالم ثقافية مختلفة من مدينة تونس. وفي انفتاح على شارع الحبيب بورقيبة، سيتم تنظيم سبعة معارض حول المعاني المختلفة للجسد، وذلك تحت إشراف القيمين عن المعارض «سيمون نجمي» و»ألفة فقيه» و»كریم سلطان» و»أندريا بليني».
ومنذ تأسيسها سنة 2005 أطلقت مؤسسة كمال الأزعر للفنون والثقافة العديد من المبادرات والمشاريع المحلية والإقليمية التي تسلط الضوء على حيوية وتنوع المشهد الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والهدف هو التفكير وإرساء خطاب إقليمي ما بعد الاستعمار، لإعادة كتابة تاريخ فني يعطي إلى مختلف المناطق مكانتها الحقيقية لإنشاء جسور ونقاط تقاطع بين مختلف المدارس والمحركات الفنية التي لم تعد تتمحور حول تاريخ الفن الغربي فحسب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115