بعد حوالي 20 عاما من الغلق: فنانون يعيدون الحياة إلى قاعة سينما في جمّال

كم من قاعة سينما في تونس أغلقت أبوابها وعلقت نشاطها حتى أضحت جل الولايات في تونس دون قاعات عرض ! في الوقت الذي تتحول فيه عديد قاعات السينما

إلى محلات تجارية ومقاه ومطاعم ... حدثت المفاجأة الجميلة في «جمّال» حيث عادت قاعة ابن خلدون إلى الحياة بعد حوالي 20 سنة من العدم والموت.
كان الحدث ثقافيا بامتياز مساء السبت 10 سبتمبر 2022 في جّمال ( من ولاية المنستير) احتفالا بافتتاح «مركز فنون»رسميا . وكان التكريم في حفل الافتتاح من نصيب أول باعث لقاعة ابن خلدون حامد المانسي والمسرحي القدير طلال أيوب.
«مركز فنون» مفتوح لكل الفنون
في معتمدية جمّال من ولاية المنستير تم تأسيس « قاعة ابن خلدون للسينما والأفراح» سنة 1980 بدعم من الطاهر شريعة في إطار نشر قاعات السينما في الجهات. وتم إغلاق القاعة سنة 2004 «نتيجة سوء التسيير».
ولكن لم يسمح السينمائي غسان قاسم والمسرحي طلال أيوب رفقة مجموعة من الفنانين والمستثمرين أن تصبح قاعة السينما الوحيدة في جمّال خرابا دون معنى وبلا صدى بعد أن كانت شاشة كبيرة للأفلام وركحا للإبداع. فقاموا ببعث الروح في أرجائها وتحويلها إلى مركز ثقافي خاص متعدد الأنشطة والاختصاصات تحت اسم «مركز فنون».

ويحتوي «مركز فنون»على قاعة عرض متعددة الاختصاصات بطاقة استيعاب 202 متفرجا. ويمكن لركح المسرح استيعاب العروض الفنية الحية بمختلف أنواعها من مسرح ورقص وموسيقى وسيرك... كما تتوفر قاعة العرض على كل المرافق اللازمة للفنانين أو التقنيين أو الجمهور. ويضم المركز قاعتين للتدريب والتكوين والتربصات بطاقة استيعاب لكل منهما تقدر بـ 30 شخصا. وتستقطب القاعة الأولى ورشات الموسيقى والرسم أما القاعة الثانية فهي مخصصة للمسرح والرقص ونادي السينما. ويمكن لرواد «مركز فنون» الاستراحة وتبادل أطراف الحديث في المقهى الثقافي في حضرة لوحات المعارض التشكيلية.
بعد أن خفت صوت الفنون في معتمدية جمّال وحُرم سكانها من مشاهدة الأفلام وفرجة المسرحيات، يأتي افتتاح مركز فنون كبارقة أمل تضيء يوميات المدينة وأمسياتها وتحوي أطفالها وشبابها وكل أجيالها حتى لا يقتلهم الملل وتتشابه أوقاتهم وتخمد المواهب عند الموهوبين منهم.
ولا شك أنّ مبادرة الفنانين غسان قاسم وطلال أيوب جديرة بالاقتداء في بقية الجهات والولايات حتى تكون قاعات السينما شريان المدن وقلبها النابض فكرا وجمالا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115