حسام الغريبي مدير مهرجان «مسارات» لـ«المغرب»: رغم التعطيلات نحن ننتصر جماليا

• على السلطات فتح ملف المراكز والقانون الأساسي ضرورة

هم يحاولون انجاز فعل مسرحي يحترم المتفرج، يصنعون ربيعهم المسرحي بالكثير من الاجتهاد ومقاومة كل أشكال البيروقراطية والتعطيل ليكون «مسارات» المهرجان والفكرة فرصة للقاء مع أبناء المهدية وتقديم التجارب المسرحية والجمالية المختلفة وحسام الغريبي قائد سفينة المسارات يغوص في بحر التحدّي لينتصر الفنّ في النهاية شعاره «نحن ننتصر لأننا عاجزون عن الهزيمة».
وضمن فعاليات «مسارات التقت «المغرب» مع مدير المهرجان ومدير مركز الفنون الركحية لكشف خصوصيات التظاهرة وملامح المشروع والإشكاليات الموجودة.
• كيف يقدم حسام الغريبي «مغناة البحارة» وفي ايّ سياق ابداعي يتنزّل العمل؟
«مغناة البحارة» حلم سكنني منذ اعوام، فكرة راودتني منذ مدة خاصة بعد الاطلاع على الخصوصيات الثقافية والحضارية والتراث المادي وغير المدوّن للمهدية وبما ان الشعوب ذاكرتها مثقوبة وهذا التراث ماض نحو الاضمحلال ومن يحفظون الأغاني بدأوا ينسون، وجدنا بعد بحث عميق ودراسات ان هذا التراث غير مدون ولم نجد مصدر واحد به كلمات الاغاني، التجأنا لعملية التسجيل الطبيعي ثم حولنا تلك المادة إلى مادة موسيقية بالشراكة مع المبدع حسين الجبالي الذي اعاد توزيع الاغاني وأعاد البحث فيها وجمعنا العازفين والمغنين حول فكرة المشروع.
«مغناة البحارة» عمل انطلقنا فيه في الاشتغال على الموسيقى لثلاثة اشهر قبلها ستة اشهر للتسجيل، وقدمنا العمل في افتتاح ليالي المهدية وقوبل بالرفض فكان في مسارات ليكون مسار ابداعيّ آخر لجهة المهدية.
• هل العرض جزء من ذاكرة المهدية؟ وهل سيوزع؟
نعتبر كل مركز من دوره يحافظ على خصوصية الجهة وينقلها الى الجمهور، من دور المراكز النبش في الذاكرة الشفوية وتوثيقها واعتبر «مغناة البحارة» مشروع دولة يجب ان تضع الدولة اعتماداتها، حين يكتمل المشروع سيسجّل ثم يوضع على قرص مضغوط ثم كتاب نجمع فيه كلمات الأغاني وقصتها ومتى كتبت والسبب، من خلال ورشة في البحث في التراثن لاننا نعمل على الذاكرة ومن لا ذاكرة له لا مستقبل له.
• بعد تقديمكم للعرض الاوّل ماهي نقائص العمل؟
«مغناة البحارة» جمعنا الموسيقى والمسرح، جمعنا الاغاني وانجزنا لها كتابة درامية كاملة، في الفعمل بداية ووسط ونهاية، هناك حكايات نتبعها من خلال الاغاني، أردناه أن يكون صوت المهدية لكننا اضطررنا للتنازل عن عديد العناصر مثل الكوريغرافيا والإضاءة وجزء من الديكور وتقنيات الصوت لم تكن بالمستوى المطلوب، تكلفة المشروع الى الان ضعيفة جدا وانجز بإرادة اصحابه والحالمين بخروجه الى الجمهور، للأسف خاننا العامل الابرز وهو المادة.
وبعد ان أخذنا مسافة من العرض هناك العديد من المراجعات، سيكون هناك حبكة افضل ، ستكون هناك سينوغرافيا لكل لوحة وهناك مشهدية اكثر، في النهاية نحن وضعنا المهدية على الركح، وضعنا البحر بخصوصياته الثقافية والحضارية امام المتفرج، لو تدعمنا الوزارة في المشروع متأكد انه سيكون شبيه للمنسيات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.
• بالاضافة الى المغناة هناك شريدة تتغنى بالبحر ايضا؟ هل البحر تيمتكم الاولىللعمل؟
البحر ساحر، وللبحر في المهدية خصوصياته وللناس هنا حكاياتهم جد الخاصة مع البحر، فهو مورد الرزق ومنبع الالهام ومنه قدمت الغزوات واليه يرحل الباحثون عن احلام علها تتحقق، لانه جزء من خصوصيات هذه الجهة فنحن نعمل على تطويعه فنيا، من «مغناة البحارة» الى «شريدة» ونحن بصدد الاشتغال على عمل للاطفال تيمته البحر كذلك.
• «مغناة البحارة» عمل موسيقي أساسا، هل من واجب المركز الانفتاح على فنون أخرى غير المسرح؟
هذا واجبه ودوره الأساسي، اسمه مركز وطني للفنون الركحية والدرامية، الموسيقى ليست بمعزل عن الدراما، الفن التشكيلي ليس ببعيد عن الدراما، المركز يقدم كل الفنون المشهدية الموجودة مثل السينما والتشكيل هذا دوره، البعض يريد وضع المراكز في إطار إنتاج مسرحي حتى تفرغ من خصوصياتها وتشبه الشركات الخاصة لكن هذا خاطئ، مركز الفنون هو المحرك للفعل الثقافي في الجهة في تعاون مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية.
• مبدعو الجهة؟
العمل فرصة ليعرف الجمهور ابداعات ابناء المدينة، المركز هو المساحة الحرة لابناء الجهة للقاء وتقديم انجازاتهم وانتاجاتهم، ومساحتهم للتعبير والنجاح.
• مهرجان مسارات في دورته الرابعة هل اتضح المسار؟ وهل حدد المهرجان أهدافه؟
مسارات الفكرة والمشروع ولد بعد الكثير من المخاض، بدأت ملامح المشروع تتوضح، اصبح سكان المدينة يعرفون تاريخ المهرجان (هذا نجاح)، مسارات لم يعد مشروع المركز بل مشروع المواطنين، بدات المسارات تتضح اكثر، نعمل على المشارب المختلفة لجماليات المسرح التونسي، في مستوى الهواية والقطاع الخاص والمحترف، نريد توفير اكبر عدد من الفرجات لجمهور مسارات، كل التجارب المختلفة نضعها على محك المساءلة، أين يمضي وأي مسار للمسرح التونسي.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د


• ما الجديد في تجربة مسارات؟
مسارات ماض نحو التدويل، هذا العام من خلال الضيوف الذين جاؤوا من العراق والجزائر ومصر، والدورة القادمة ستكون من خلال المشاركات والعروض، ومن هنا الى العام 2025 سيكون مسارات قاريّ، سوف نجمع خمس تجارب مسرحية مختلفة من خمس قارات، ليكتمل المشروع، لن ننحصر في التجربة التونسية بل سننفتح على القارات من شرق آسيا إلى عمق إفريقيا إلى تجارب إيران إلى الهند لنرى الجماليات في الضفة الأخرى.
• حضور الورشات في المهرجان؟ هل تعملون على تطوير التكوين؟
التكوين هو اللبنة الأساسية للمسرح، الممثل هو القاعدة الاساس لانجاز فعل مسرحي، الغاية من الورشات في المهرجان نشر المسرح في المدينة واستقطاب الهواة، هناك 52متربص في المهرجان، ونريد تكوين مخزون من الممثلين الهواة وهذا دورنا، سننشر فكرة المسرح لدى الشباب والأطفال حتى يكون هناك طاقات ابداعية في ولاية المهدية ندعّم بها أفكارنا ومشاريعنا.
• قبل الإعلان عن تاريخ المهرجان، حدث الكثير من الجدل حول انجازه من عدمه؟ ما هي الاسباب؟
للأسف كان سيلغى المهرجان لولا الإرادة ومساعدة المندوب الجهوي للثقافة محمد رضا دربال والسلطة المحلية، نحن نتحدى المستحيل، ننتصر لأننا عاجزون عن الهزيمة، انجز المهرجان لانّ المسالة أصبحت انطولوجية، مسارات ليس مهرجان حسام الغريبي، بل مسارات للجمهور والمواطنين، سيبقى مسارات لان الاشخاص زائلون والمؤسسات هي الباقية.
• هل تعملون على الجانب التوثيقيظ للمسارات وانتاجات المركز؟
التوثيق ذاكرة، التوثيق جزء اساسي من مشروع مركز الفنون الركحية والدرامية بل لبنة لنواصل البناء لذلك أصدرنا كتابين كلاهما يوثق لأشغال الندوة الفكرية المنجزة في الدورة الفارطة، بالإضافة لتوثيق عرض «مغناة البحارة» وسننجز كتاب يوثق كلمات الاغاني ويعرّف بها، ولا مسرح دون ذاكرة، نريد ان نترك للأجيال القادمة مادة توثيقية ومكتوبة تعرّف بالمركز وانجازاته.
• مازالت المراكز تعاني من الضبابية؟ ايّ حلول مقترحة للمشاكل الكثيرة؟
مركز الفنون الركحية والدرامية بالمهدية يعمل بالكثير من الحب، هنا ننحت في صخور كثيرة لننجز مسرح وفرجة، لازلنا ننتظر ان يكون فضاء «سيدي المفضل» مقر لمركز الفنون الركحية بالمهدية رغم التعطيلات الكثيرة من مصالح التراث بالجهة.
مراكز الفنون الركحية، تنتظر أولا رصد ميزانياتها ولكن الاهم هو فتح ملف المراكز وضرورة انجاز قانون أساسي ينظمها ويحميها من الضبابية وقد أثبتت التجربة نجاح في المراكز في جهاتها وقدرتها على خلق مساحات للجماليات وانجاز تظاهرات ناجحة ومختلفة مثل تطاوين وسليانة وبنزرت والمهدية ومدنين، رغم كل النقائص، وها أننا ننتظر رصد الميزانيات لنكمل مشاورنا الابداعي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115