رحلة مع الرصيد الوطني 1850 - 2021» بالذاكرة الفنية المثقلة أحلاما وجمالا وهوسا بطرح تساؤلات جديدة وجماليات مغايرة منذ عهد البايات إلى تاريخنا المعاصر.
يتواصل في المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي معرض «الفنون التشكيلية في تونس، رحلة مع الرصيد الوطني». وكانت رئيسة الحكومة نجلاء بودن قد افتتحت هذا المعرض الفني الذي يندرج في إطار البرنامج الثقافي الموازي لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا «تيكاد 8».
شواهد على التاريخ والذاكرة
هي لوحات ومنحوتات تنطق رغم صمتها بحكايات عن الحب والوطن، العاطفة والسياسة، الهاجس الذاتي والهم الجماعي... اجتمعت كلها في معرض «الفنون التشكيلية في تونس، رحلة مع الرصيد الوطني 1850 - 2021»، لتكون شاهدة على العصر والتاريخ. ولئن تنوعت خاماتها وتعددت مدارسها واختلفت مراجعها إلا أنها تمثل مشتركة الهوية الفنية لفنون الرسم والنحت والحفر والتصوير في تونس منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى القرن الحادي والعشرين.
وفي تصريح لـ» المغرب» أفاد كوميسار المعرض الفنان محمد حشيشة أنه تم اختيار 4 محاور كبرى لتبويب المعرض الفني «الفنون التشكيلية في تونس، رحلة مع الرصيد الوطني»، حيث يهتم المحور الأول بالتأسيس للفن الحديث (من خلال تجربة الرياضة في التشكيل التونسي و تجربة مدرسة تونس). أما المحور الثاني فيرتكز على موضوع التأسيس لتوجهات جديدة. في حين يتناول المحور الثالث مسألة المعاصرة والانفتاح على التنوع . ويقترح المحور الرابع تسليط الضوء على الإبداع في التقنيات المختلفة (فن النسيج، فن الخزف، فن النحت، فن الحفر، فن الصورة الفوتوغرافية).
وضمن هذه المحاور الأربعة، تؤرخ لوحات تشكيلية وأعمال فنية لتونس عبر حقبات التاريخ المتعاقبة انطلاقا من عهد البايات وصولا إلى فترة التاريخ المعاصر.
ويضم معرض «الفنون التشكيلية في تونس: رحلة مع الرصيد الوطني» حوالي 400 عملا فنيا لرواد الفن التشكيلي في تونس وأعلامه وأقطابه ماضيا وحاضرا على غرار أحمد عصمان، جيلاني عبد الوهاب، هادي خياشي، نورالدين خياشي، يحي تركي ، عمار فرحات، عبد العزيز القرجي، على بلاغة، صفية فرحات، حاتم المكي، جلال بن عبد الله ،على عيسي، محمد بن مفتاح ،الصادق قمش، ناصر بن شيخ، نور الدين الهاني،على الزنايدي ،نجيب بلخوجة، سمير التريكي، رشيد الفخفاخ ، الحبيب بيدة ، محمد اليانقي ،الهاشمي جميل، رضا بن عرب...
وفي حفظ لذاكرة الفنانين الراحلين وتوثيقا لآثارهم ولوحاتهم يستعرض المعرض إبداعات رقيق الكامل وحبيب شبيل وعبد الرحمان منجاولي وعمر بن محمود وعادل مقديش ....
وسعيا منها إلى مواصلة تنفيذ برنامج إنقاذ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية وفي إطار الإعداد لمعرض الفن التشكيلي بمناسبة فعاليات قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، قامت مصالح وزارة الشؤون الثقافية بنقل 221 عملا فنيا من مخازن دار الكتب الوطنية إلى مخازن الحفظ بمدينة الثقافة، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الدفاع الوطني و أملاك الدولة و الشؤون العقارية.
وتندرج عملية نقل الرصيد الوطني للفنون التشكيلية في إطار استراتيجية وزارة الشؤون الثقافية «للمحافظة على الذاكرة الوطنية من كلّ أشكال الإتلاف وتثمين ثراء المخزون التشكيلي باعتباره ثروة وطنية توثّق لمختلف مراحل الحركة التشكيلية في تونس على مرّ سنوات من الزّمن وتعكس تنوّع التيارات الفنية والمدارس الإبداعية».