دعاة متطرفون بين أطفالنا: المصري شريف طه يونس يفتتح «مركز العلم والعمل» في تونس !؟

تم استقبال دعاة متطرفين بالأحضان على غرار وجدي غنيم وذلك في فترة حكم حركة النهضة قبل ان يمنع رسميا من دخول تونس سنة 2019 . فهل عاد الدعاة اليوم إلى «غزو» تونس ودخولها تحت غطاء المحاضرات العلمية؟
يبدو أن حضور الداعية المصري شريف طه يونس إلى تونس ليس لإلقاء محاضرة عابرة إذ تفطنت «المغرب» إلى أن الرجل قد فتح فرعا في تونس باسم «مركز العلم والعمل»؟ !
قصر العلوم بالمنستير يخالف مدنية الدولة !
إنّ «عودة الدعاة إلى تونس لا تنبئ بخير» تحت هذا العنوان، أصدر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة بلاغا أمس الاثنين ندّد فيه بـ«دعوة الداعية المصري المتطرّف والعضو القيادي في حزب النور السلفي المصري، شريف طه يونس، الذي ألقى محاضرة يوم السبت الماضي بقصر العلوم بالمنستير، بمشاركة جمعيات مشبوهة، أمام جمع من المتشددين دينيّا، مع عرض لكتب إخوانية مُتطرّفة».
ودفاعا عن مبادئ مدنية الدولة التونسية و ووفاء لقيم الحداثة، اعتبر المرصد أنّ «قصر العلوم بالمنستير مرفق عمومي يتبع وزارة التعليم العالي وجُعل لبثّ الفكر النقدي المُتطوّر الذي يرتكز على العلوم الحديثة لا لبثّ الخطب الرجعية وللترويج للكتب الصفراء».

وتساءل أعضاء المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة :«عما إذا كانت السلطات الإدارية والأمنية، وخاصة منها وزارة التعليم العالي، قد سمحت بهذه التظاهرة، أم أنها تمّت بمبادرة شخصية من مدير قصر العلوم المعروف بانتمائه السياسي؟»
كما طالب بيان المرصد الذي يرأسه منير الشرفي «بكل إصرار رئيس الجمهورية بوضع حدّ لنشاط الجمعيات الإرهابية بدءا بإغلاق مقر «جمعية العلماء المسلمين» المعروف بوكر القرضاوي والمُصنّف إرهابيا في عديد دول العالم».
داعية ومعلم «القرآن بالتدبر» !
عند البحث عن تعريف للداعية شريف طه يونس يعترضنا الإجماع على أنه «طبيب أطفال ومعلم قرآن بالتدبر وكيفية العمل بالقرآن.»
وكان «مركز العلم والعمل بتونس» قد دعا لحضور محاضرة مجانية بعنوان «طفلي لا يحفظ» من تقديم شريف طه يونس بقصر العلوم بالمنستير. وفي استقطاب للاهتمام وجه هذا المركز دعوته تحت شعار «بشرى إلى ولايات سوسة والمنستير والمهدية ... بشرى إلى أهالي الساحل». كما تم تعداد صفات المحاضر بأنه «دكتور اختصاص طب أطفال كتب ما يقارب 70 مؤلفا. وأعد برنامجا بمنهجية وشمولية وطرق عملية، فيها أصالة وتجديد للطرق التربوية .. برنامج يجعلك تعيد النظر في العديد من المسلمات.»
لكن لا أحد يعلم ما هذا البرنامج ؟ وإلى أي مرجعيات يستند؟ وما هي المسلمات التي يسعى إلى دحضها؟
يبدو أن قصر العلوم بالمنستير قد اقتصر على مجرد احتضان محاضرة من تنظيم «مركز العلم والعمل بتونس» الذي يبدو انه يتبع بدوره «معهد العلم والعمل» في مصر لصاحبه شريف طه يونس. وقد نشر هذا الداعية بتاريخ 14 أوت 2022 تدوينة على صفحته الرسمية جاءت تحت عنوان « بشرى لإخواننا وأخواتنا التونسيين والجزائريين والليبين» يعلن فيها عن رابط الصفحة الرسمية لمركز العلم والعمل بتونس ، ويدعو لنشرها والاشتراك فيها ؟!
في التعريف بأدواره يقدم «مركز العلم والعمل بتونس» نفسه بأنه «مركز تعليمي تدريبي استشاري دولي يعمل في مجالات البناء الإنساني والتزكية والتعليم، ويركز على البناء المنهاجي للإنسان».
ولاشك أن الأمر في حاجة للتدقيق والتحقق من الجهات المختصة حتى لا تكون الطفولة في تونس عجينة ملساء في يد دعاة غرباء عن ثقافتنا وفكرنا وبيئتنا ... وعن أطفالنا !