«مرض الهوى» غدا في مهرجان باجة الدولي: استمتاع بلا حدود مع مسرح غنائي يحترم الجمهور

في موعد مع «الإمتاع والمؤانسة» يقترح مهرجان باجة الدولي على جمهوره المسرحية الغنائية «مرض الهوى»، وذلك في سهرة الاثنين 15 أوت 2022

على الساعة التاسعة ليلا بالمركب الثقافي بباجة .
من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تحت إدارة عماد المديوني وإخراج رضوان الهنودي تنبش هذه المسرحية في الموروث الغنائي عن متون مسرحية ونصوص منسية تشبهنا وتعبّر عنّا لأنها تنتمي إلى ثقافتنا وتوّثق لهويتنا...
على إيقاع قرع الطبول إعلانا عن الحب لا الحرب، يدعونا أبطال «مرض الهوى» منذ بداية العرض إلى الإنصات جيدا إلى حكاية من حكايات العشق والهيام واستخلاص العبرة والموعظة من المروية الغنائية.
لقد طوّع المخرج رضوان الهنودي التراث الغنائي في جهة الكاف وما اشتهر منه من أغنيات لتكون عصب مسرحيته الجديدة والنواة التي يحوم حولها النص وبها يتطور البناء الدرامي للعرض. في شكل صرخات لوعة وألم أو ابتهالات حب ورجاء، ترافق الأغاني الأحداث من بدايتها إلى نهايتها وتلازم الشخصيات في حلها وترحالها ... لتقص على مسامعنا بأسلوب مشوّق قصة حاكم طاغية عشق فتاة من البادية شاهدها عند النبع الصافي تترنم بصوت جميل. فأتى أهلها خاطبا ودها ويدها إلا أنهم رفضوا مصاهرة الرجل الظالم والمستبد حتى ولو كان على سدة الحكم جالسا، وخيّروا الارتحال تحت جنح الظلام بعيدا عن بطش الحاكم الجبّار. أمام هجر الحبيبة للديار لم يرض الحاكم العاشق بالبكاء على الأطلال بل تخلى عن الجاه والعرش والمال ... ومضى في الصحراء يلاحق أثر «الرّيم» الشارد.

إن أعاد صاحب «مرض الهوى» للحب مكانته الحقيقية والأزلية بما هو الشعور الأسمى والأبقى، فقد بعث من وراء ذلك برسائل ومقاصد ليقول بأن الحب تطهير من كل الأدران. فمتى يتمكّن الحب من نفوس البشر سواء كانوا حكاما أو محكومين فلا شك أن العالم سيكون أرقى والحياة في كل الأوطان أجمل.
الأكيد أن عرض «مرض الهوى» في الكاف سيفتقد كثيرا إلى أحد أبطاله الفنان منذر الجبابلي الذي رحل مؤخرا بعد أن صدح لسنوات بأغنيات ومواويل الكاف وأهازيجها ... ولا شك أن صدى صوته ستردد بين جبال الكاف العالية مذكرا بفارس المسرح والغناء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115