والإذاعات والمهرجانات الرسمية بسبب قرار سياسي، وبالرغم من توصيفه بـ»الفلكلور» فإن لفن المزود في تونس أقطاب ورواد ... بل وجمهور عريض اقتنى كل تذاكر حفل «عشاق الدنيا « قبل أن ينطلق !
ما إن أعلن مهرجان قرطاج الدولي عن هوية عرض افتتاحه والذي سيكون تونسي الدماء والهوي يوم 14 جويلية 2022 تحت عنوان «عشاق الدنيا» للمخرج عبد الحميد بوشناق حتى تهافت الناس لاقتطاع أماكنهم في المسرح الأثري مما دفع هيئة المهرجان إلى برمجة حفلة ثانية لهذا العرض يوم 15 جويلية 2022.
قد يكون الإعلان التشويقي والطريف عن عرض «عشاق الدنيا» الذي كان بطله الفنان بحري الرحالي(«بابا الهادي» المحبوب) هو الصنارة التي أوقعت الجمهور في شباك هذا العرض. وقد يكون نجاح مسلسل «عشاق الدنيا» للمخرج عبد الحميد بوشناق في استرجاع ذاكرة المزود والعزف على أوتار الحنين إلى الجذور هو الطعم في إثارة الفضول لمشاهدة العرض على المسرح الكبير.
من شاشة الدراما إلى ركح المسرح الأثري، يعيد عبد الحميد بوشناق أبطاله الذين انتقاهم من مدرسة الفن الرابع إلى حضن أبيهم «أبي الفنون» ليراهن على عرض ضخم وجماهيري في شكل موسيقى كوميدية بعنوان «عشاق «الدنيا». وعلى أمل أن يكمل هذا الحفل الفرجوي حكايات لم تكتمل ورسائل لم تقل في المسلسل الرمضاني بجزئيه الأول والثاني في رمضان 2019 و2020 ، يراهن عبد الحميد بوشناق مرة أخرى على العزف على أوتار منابع الفن الشعبي في الأحياء الشعبية المثقلة بالهموم والخصوصية والحميمية...
لقد كان عرض «النوبة» الذي شكل حدثا إبداعيا استثنائيا على مسرح مهرجان قرطاج الدولي سنة 1991 مصدر إلهام للمخرج عبد الحميد بوشناق الذي يطمح إلى صناعة عرض مماثل يبقى حديث الناس لعقشود وسنوات. ويجمع «عشاق الدنيا» بين كوكبة من الممثلين والمطربين على غرار فتحي الهداوي والبحري الرحالي وريم الرياحي وعزيز الجبالي وبلال البريكي والأب لطفي بوشناق... فهل سيكون له الصدى المنشود ؟
بعد احتجابه لسنتين بسبب فيروس الكورونا قد يكون من حق مهرجان قرطاج الدولي أن يفتتح دورته 56 على إيقاعات قرع طبول الفرح وأهازيج الحياة لترقص الأجساد بدورها للأمل و الانعتاق بعد أشهر طويلة من الاختناق في تعطش إلى أجواء «الربوخ» في الليالي الملاح.