اختتام «المهرجان الدولي للعود بالمدينة»: العود سحر الشرق وشجن السمع

«من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج»، منذ قرون خلت أثبتت هذه المقولة لأبي حامد الغزالي منزلة العود عند الشعوب

وأثره في الوجدان وتأثيره على الإحساس. ومن أجل انتشار أكبر لثقافة هذه الآلة الموسيقية الوترية ، احتضن الفضاء الثقافي الطاهر الحداد الدورة الثانية للمهرجان الدولي للعود بالمدينة.
انبعثت موسيقى العود من أرجاء المدينة العتيقة بالعاصمة من 18 إلى 25 جوان 2022 ضمن سهرات ومسابقات ودورات تكوينية احتفت كلها بآلة العود وأنغامها التي تهدي مستمعيها مساحات بلا حدود من الصفاء الذهني والروحي.
استضافة لأمهر العازفين التونسيين والعرب
منذ الحضارات القديمة، كان العود من أول الآلات الموسيقية التي عرفها الإنسان واستمر في تطويرها من عصر إلى آخر . ليس العود مجرد وسيلة عزف بل يشكل جزءا من الهوية العربية وعنصرا من عناصر التخت الشرقي بكل ما يعنيه من عمق تاريخي و ثقافي وجمالي. وفي هذا السياق يحتفي الفضاء الثقافي الطاهر الحداد بالعود موسيقى وصناعة وخبرات... وقد أفادت مديرة هذا الفضاء سهام بن التومي أنّ المهرجان الدولي للعود اتخذ في دورته الثانية لسنة 2022 بعدا دوليا بعد أن اقتصر في دورته الأولى والتأسيسية على الإبداعات الوطنية. ويأتي هذا الخيار من أجل رد الاعتبار إلى هذه الآلة العريقة وتبادل المعارف والتجارب بين البلدان وتشجيع الموسيقيين الشباب على العزف على هذه الآلة الفريدة من نوعها.
وعلى إيقاع أنغام العود المثيرة للشجن والمحرضة على السفر في عوالم الخيال، كان افتتاح المهرجان الدولي للعود بتوقيع العازف التركي المعروف ناجاتي سيليك. ويوم 19 جوان الجاري كان اللقاء الفني الموسيقي مع الفنان  سفيان الزايدي.  أما يوم 20 جوان فقد تم تخصيصه لمسابقة العود 2022 ليكون عرض 21 جوان مخصصا للفائزين بمسابقة مهرجان العود في دورة الأولى وهما لؤي السلطاني ومحمد أمين عبدولي. وفي يوم 22 جوان استمتع الجمهور بموسيقى عود الفنان محمد فؤاد الرفرافي.  وفي حفل للفنان الجزائري محمد شريف ناصري يوم 23 جوان رددت الأرجاء موسيقى العود العذبة. وفي يوم  24 جوان تواصل السهر والسمر مع عرض زياد مهدي.
وكان اختتام المهرجان الدولي للعود يوم 25 جوان 2022 بتوقيع الفنان اللبناني الشهير شربل روحانا والذي جمعته أعمال فنية مع مارسيل خليفة لمدة 10 سنوات.
تكوين للعزف على آلة العود
لم يقتصر المهرجان الدولي للعود على عروض ومسابقات آلة العود بل نظم عددا من الدورات التكوينية والورشات التكوينية تحت إشراف الفنانين المؤثثين لسهراته. وقد اهتمت الندوة العلمية للمهرجان والتي احتضنها المعهد العالي للموسيقى بتونس بموضوع «تجربة تعليم العزف على آلة العود في تونس «. وتحت إشراف فيصل الطويهري ورضا الجندوبي، تم تنظيم معرض لآلات العود ليتعرف الجمهور العريض على أنواع هذه الآلة وأوتارها وأشكالها ....
وعن مكانة آلة العود وأهميتها وأدوارها، سبق وأن قال الدكتور محمود قطاط في محاضرة له « حول آلة العود والموسيقى العربية» إنّ هذه الآلة الموسيقية كانت ولا تزال مخبرا للتجارب والبحوث في الموسيقى العربية. ويعود استخدام العود إلى الحضارات القديمة في آسيا الشرقية وبلاد الفرس وبابل وشمال إفريقيا والجزيرة العربية حيث أطلق عرب الجاهلية على العود تسميات عديدة ذكر منها « الموتّر » و »المستجيب » و »المرطبة » و »المربع »، ثم ظهر مصطلح « العود » في العهد الأموي ثم انتشر في العصر العباسي.
وقد احتل العود مكانة بارزة في عديد الحضارات، واتُخذ دون سواه مرجعا رئيسيا للصناعات الموسيقية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115