مسرحية «غابة الموز» لحسان السلامي ضمن مسرح الجهات: مساحة من الحلم والحرية

يزرعون البهجة في انفس الأطفال، يلونون الركح ويزرعون في المتلقي طاقة من الفرح والسؤال في الوقت ذاته، يقدمون للجمهور الصغير باقة من المعلومات التربوية والثقافية

في قالب لعب وأغان، يمرحون ويرقصون ويدفعون الطفل لطرح الاسئلة في مسرح الطفل ذاك الفضاء الزاخر بالخيال والألوان.
مسرح الطفل مساحة للعب وتقديم رسائل تربوية ومواطنية وجمالية هكذا هي مسرحية «غابة الموز» اخراج حسان السلامي وتمثيل صالحة الجلاصي وامنة حجوني ومحمد برهومي وحامد سعيد واحمد حشيشة وموسيقى واغاني لسامي دربز.
مسرح الطفل بوابة نحو الحلم
فلنرقص ونحلم جميعنا، فلنشعر بأجمل لحظات المتعة الصادقة، اتركوا اجسادكم الصغيرة تتماهى مع الايقاعات الموسيقية المنبعثة في القاعة، فلنرحل الى عوالم الخيال والأحلام مصطحبين امالنا الصغيرة وأحلامنا الاكبر الى عالم شاسع وجميل، عالم «غابة الموز» اين تتكلم الغزالة لتدافع عن الارض ويطرب القرد كسلان الاطفال برقصاته ويضحكهم الثعلب بدهائه والمعلمة تكون صوت للحكمة و الجمال، الى ذاك العالم الساحر والمبهر يحمل حسان السلامي جمهوره من الاطفال.
مسرح الطفل مسؤولية جسيمة، اقناع المتفرج الصغير اكثر صعوبة من اقناع الكهل فالطفل لا يعرف المجاملة، اما يتفاعل مع العرض او يعبر عن امتعاضه بالتشويش وفي «غابة الموز» شدت الموسيقى واللوحات الراقصة والمشاهد الاطفال منتبهين الى تفاصيل الحوار بين الغزالة وصديقها القرد، عرض جمع الموسيقى مع تقنيات الاضاءة والكثير من الاغاني الجميلة ليمتع الطفل ويقدم له مواعظ اهمها قيمة العمل «من جد وجد» وانتصار الامل والخير على الشرّ فمهما كان دهاء الثعلب الشرير انتصر في النهاية الخير وحبّ الحياة على الشر وسواد الموت.
مسرح الطفل ليس مساحة للحياة الوردية ولا الصور الخاطئة بل وسيلة تلقينية تعلم الطفل انّ عليه خوض العديد من المغامرات ليحقق أحلامه، عليه العمل والاجتهاد ليصنع احلامه الصغيرة ويحولها الى حقيقة تماما كما فعلت الغزالة بمواظبتها على زراعة الحقل ليكون موشى بأجمل الاشجار والزهور المشرئبة الى اشعة الشمس والحياة.
«غابة الموز» مسرحية غنائية للأطفال تمازجت فيها الطاقة الابداعية للمثلين شغفوا بالركح واللعب فوقه وملامسة جزئيات المتعة في المسرح مع الموسيقى التي ابدع في صياغة الحانها ملحن الطفولة سامي دربز فتماهى الحركي مع الحسي لتصل الرسالة الطفل تمتع اذنه وتدغدغ الصور ذاكرته البصرية.
مزيج من الالوان والمتعة
«غابة الموز» مسرحية للأطفال مشحونة بطاقة من الجمال والألوان وإبداع الممثلين في تقديم الشخصيات الحيوانية في المسرحية تميز محمد البرهومي بشخصية «القرد كسلان» البرهومي الممثل المتلون تماهى مع شخصيته وكان صدقه زاده ليصل الى المتلقى وتكون شخصيته الاقرب الى جمهور المسرحية من الأطفال، امام تلقائية البرهومي تميزت امنة حجوني في شخصية «الغزالة» قفزت وغنت وتماهت مع حركات الغزلان فكانت سريعة ومختلفة لها طريقتها الخاصة لإقناع المتلقى بأدائها، اما حنكة احمد حشيشة في شخصية «ثعلوب» فكانت مزيج من القدرة على تقمص اصعب الادوار واللعب كما الاطفال اثناء الاداء جميعهم كانوا في رحاب ممثلة محترفة خبرت الركح لأعوام هي صالحة الجلاصي جميعهم تماهوا مع الشخصيات، امحت الفواصل بين الشخص والشخصية وكانت تلقائيتهم في معانقة الالوان ميزة نجاحهم امام جمهور الاطفال.
ساعة من الخيال والجمال، ساعة من المسرح واللعب، ساعة من التلقائية وجمال الايقاعات في مسرحية تقدم للطفل اهمية العمل وقيمة الصدق، في «غابة الموز» غزالة عاشقة لارضها، وطنها الصغير تزرعه وردا وحبا، تنهمك في عملها حالمة بموسم جميل وغلال وفيرة، العمل زادها والصدق كنزها، وفجأة يسمعها الثعلب المكار تتحدث عن كنز اغلى من الياقوت والمرجان فيقرر استعمال دهائه بمساعة القرد للحصول على غابة الغزالة والبحث عن الكنز وهي عقدة العمل، يسممون الماء والأشجار، تموت النباتات تتحول تلك الخضرة الى صفرة مميتة وتلك الواحة الغناء الى ارض قاحلة موجعة، تغادر الغزالة، يبحثون عن الكنز غير الموجود لتكون النتيجة النهائية الايمان بقيمة العمل وضرورته ليكون الزاد الحقيقي للنجاح وتعود الخضرة الى الغابة بعد هطول المطر ويتعلم القرد درسا في قيمة العمل، ومسرح الطفل يقدم دروسا للصغار وسط اللعب والغناء.
«غابة الموز» مسرحية غنائية تقدم رسائل تربوية عن طريق اللعب ونالغناء، هي توجيه للطفل ليهتم بوطنه الصغير فهو مجاله الرحب ليصنع احلامه، دعوة الى قيم الصدق والامانة والاجتهاد لانها كنز اثمن من الدر والياقوت.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115