وفي هذا السياق، بادرت دار الكتب الوطنيّة بإطلاق مشروع المنصة الرقمية حتى يكون التراث التونسي أكثر نفاذا ومقروئية وانتشارا...
تستقبل المكتبة الوطنية بين 500 و700 قارئ في اليوم، منهم مغاربيّون وأجانب وفق تصريح المديرة العامة رجاء بن سلامة.
10.000 وثيقة مرقمنة
منذ سنة 2005، انطلقت دار الكتب الوطنية في رقمنة رصيدها حيث « تعتبر رقمنة التراث المكتوب وإتاحته بطريقة حرة ومجانية من أهدافها الاستراتيجية. ومن أجل المحافظة على التراث الثقافي التونسي والتعريف به واستغلاله، بالاعتماد على طرق حديثة في التصرف والتسويق، سعت المكتبة الوطنية إلى تركيز البنية التحتية اللوجستية والفنية المتعلقة بالرقمنة والامتثال للمعايير الدولية وذلك لمعالجة الأرصدة والوثائق ذات الخصوصية والتصرف في المحتوى الرقمي بمختلف مصادره:رقمنة، تحميل، أرشفة الكترونية، ايداع قانوني رقمي ...
بعد 4 سنوات، من المثابرة والإرادة القوية في المراهنة على خيار الرقمنة، أعلنت مؤخرا المديرة العامة لدار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة عن إطلاق المنصّة الرقمية. وهذه المنصة تقوم على نظام معلوماتي توثيقي متعدّد اللغات والأبجديات لمعالجة المجموعات. يحتوي هذا النّظام على أكثر من 500.000 تسجيلة لوثائق مختلفة (كتب، دوريات، مخطوطات ...) و10.000 وثيقة مرقمنة، وبوابة توثيقية للنشر والبحث في محتوى وموارد المكتبة الرقمية على الإنترنت وكذلك الموارد المجمعة.
وفي كلمتها ، أكدت الدكتورة رجاء بن سلامة أن «المكتبة قد سلكت طريق رقمنة الرّصيد من أجل تحقيق جملة من الأهداف والرهانات، منها: تكريس اللامركزيّة الثّقافية وديمقراطيّة المعرفة. إلى جانب توفير قواعد البيانات والموارد التي تساعد على البحث العلميّ، فالأطروحة التي كانت في تسعينات القرن المنصرم تستغرق عشر سنوات من العمل يمكن اليوم بفضل الموارد الرقمية أن تستغرق ثلاث سنوات فحسب. وكذلك حفظ الوثائق المهدّدة بالتّلف، بتوفير نسخة منها غير أصلية للتّداول. وأيضا تثمين التراث التونسي المكتوب، وجعل عناصر الثّقافة التّونسيّة قريبة من الأطفال والشّباب...
وأضافت الباحثة رجاء بن سلامة أن:«المكتبة تعمل في الوقت نفسه على إطلاق النّواة الأولى من متحف التّراث المكتوب، تقدّم فيها بثلاث لغات ما يزيد عن 700 كتابا ودوريّة ومخطوطا ونقيشة تمثّل الإنتاج الفكريّ والأدبيّ والفنّيّ بتونس من العصر اللّوبيّ والبونيقيّ إلى اليوم. كما تعمل على توفير قاعدة بيانات يمكن فيها البحث في النّصوص التّونسيّة، وتعاقدت في هذا الصّدد مع عشرات الباحثين الشّبّان لرقن النّصوص الموجودة في الميدان العامّ. وستكون منصّة هذا المتحف رافدا من روافد المنظومة الجديدة».