أيام قرطاج الكوريغرافية في دورتها 4: الرقص تفكير متحرك... وفلسفة حياة

«علينا أن نعتبر كل يوم يمضى دون رقص يوما ضائعا» هكذا حدثنا «نيتشه» عن فلسفة الجسد وعن الحاجة الضرورية للرقص حتى تكتسب الحياة

إيقاعها ويعثر الوجود على معناه ويحلق الإنسان بأجنحة الحرية. وفي دورتها الرابعة، تواصل أيام قرطاج الكوريغرافية تحت إدارة الفنان سليم بن صافية الحفر في ماهية فن الرقص وتحدياته، والتعريف بمبدعيه من تونس والعالم، والدفاع عن قضايا الهواية والمهنة ...
باحت أيام قرطاج الكوريغرافية بتفاصيل دورتها الجديدة خلال ندوة صحفية احتضنها الفضاء الثقافي «بيس 32» بالعاصمة. وتدعو «الأيام» كل عشاق الرقص وأحباء الكوريغرافيا إلى الالتفاف حولها مواكبة ومشاركة من 11 إلى 18 جوان 2022.
لماذا نرقص... ولمن ؟
في رقصة حب وجنون وتواصل بلغة الجسد والخطوات، لاقت الومضة الرسمية لأيام قرطاج الكوريغرافية الإعجاب والاستحسان. وقد جمعت بين جيلين وإبداعين بإمضاء كل من سندس بلحسن و فاتح الخياري حيث التقى الاثنان لترجمة قصة جسد اشتاق للرقص ... ولكن رغم المسافات و الحدود، تقودهما الخطوة بعد الخطوة إلى اللقاء.
وفي كلمته، أفاد مدير الدورة سليم بن صافية بالقول: «تعيد إلينا الدورة الرابعة من أيام قرطاج الكوريغرافية حرارة اللقاء المباشر ومتعة التفاعل الحي مع الجمهور داخل القاعات.عانى الفنانون حوالي سنتين من تأثيرات جائحة كورونا التي فرضت الاكتفاء بدورة رقمية وتسببت في غلق فضاءات العرض... نحتفي خلال هذه الدورة بـ 24 عرضا داخل القاعات وفي الفضاءات العامة. ونستقبل 22 فنانا كوريغرافيا من فرنسا وكندا وفلسطين وبوركينا فاسو ومصر مع التركيز على التعريف بإبداعات فن الرقص في تونس والاقتراب من هواجس الفنانين الكوريغرافيين ومطالب القطاع والمهنة...»
وترفع الدورة الجديدة من المهرجان شعار المحافظة على البيئة رهانا وهاجسا ضمن حملة توعية وتحسيس على غرار توفير دراجات هوائية لتنقل الضيوف بدل السيارات وما تتسبب فيه من تلوث....
تكريم مستحق لعماد جمعة
في حدود 800 مليون، تسعى أيام قرطاج الكوريغرافية إلى عدم تجاوز هذا السقف من الميزانية وفق ما صرّح به المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية التظاهرات الثقافية والفنية وأضاف: «لا شك أن ركح أيام قرطاج الكوريغرافية سينقل بعضا من هواجس الراقصين وأحلامهم وآمالهم في محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا تعني الكوريغرافيا؟ لماذا يرقص الراقصون،ولمن؟ ما الذي تعنيه خطواتهم وحركاتهم ورقصاتهم؟ أي دافع جعلهم يختارون الجسد لينطق بأفكارهم وليترجم إحساسهم؟»
وتهدي الدورة الرابعة من أيام قرطاج الكوريغرافية درع التكريم وورود التقدير إلى الفنان عماد جمعة الذي يفرض اسمه وحضوره كأحد أبرز رواد فن الكوريغرافيا والرقص المعاصر في تونس . من الرقص الكلاسيكي إلى المعاصر، انطلقت مسيرة عماد جمعة منذ بداية الثمانينات واقترن مشواره الفني بالرغبة في التأسيس. فبعث «مسرح الرقص»سنة 1989. وفي عام 1998 أنشأ مشروع المركز الكوريغرافي المتوسطي في تونس. حصل على عدد من التتويجات والجوائز على غرار الميدالية الفضية لأفضل كوريغرافيا لألعاب الفرنكوفونية في باريس عام 1994. وقد تتلمذ على يديه أشهر الراقصين التونسيين اليوم، وتدرب تحت إشرافه الهواة والمحترفون في مجال الكوريغرافيا. في رصيد الراقص والكوريغرافي ومدرب الرقص عماد جمعة باقة مهمة من الأعمال والإنتاجات، منها على سبيل الذكر لا الحصر: «ليلة بيضاء(1992)- «أولاد البطحة» (1999)- تونسي (2008)- صولو (2018)...
بيان من أجل دعم حرية تنقل الفنانين
لئن كانت حرية تنقل الأشخاص، هي إحدى حقوق الإنسان المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، فإنّ أيام قرطاج الكوريغرافية قد اختارت أن يندرج بيان دورتها الرابعة في سياق دعم حرية تنقل الفنانين والفاعلين الثقافيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط وحول العالم.
وفي تقديمه لسياقات المراهنة على هذا البيان الذي لا يهم تونس فقط بل ينفتح على شواغل الفنانين في كل أنحاء العالم، أفاد مدير المهرجان سليم بن صافية بالقول: « لقد زاد الوعي بخطورة منع حق التنقل وتأثيراته السلبية على المبدعين والبشر بصفة عامة بعد التجربة القاسية مع جائحة كوفيد 19، وهو ما جعلنا نفكر وبقوة في تبني بيان دعم تنقل الفنانين الذي بادر بإطلاقه «صندوق ربيرتو شيميتا» بمشاركة فنانين من مختلف القارات والبلدان بما في ذلك تونس».
ومن التوصيات التي يقترحها بيان أيام قرطاج الكوريغرافية: «توجيه الفنانين والمهنيين الثقافيين (على مستوى البرمجة والإنتاج والتدريب) والفنانين نحو دعم مشاريع التنقل - الفردية والجماعية - في مقاربة تراعي مصالح البلدان المعنية وتعود عليها بالفائدة. كما دعا هذا البيان إلى «مراعاة خصوصية ظروف عمل الفنانين والمهنيين في القطاع الثقافي وحاجتهم إلى السفر كجزء من عملهم (التدريب والتبادل الثقافي ، والبحث ، ونشر الأعمال والجولات، والإقامة الإبداعية) عند التقدم بمطالب الحصول على التأشيرة.»
المهرجان في أرقام

13 عرضا تونسيا
6 عروض فرنسية
2 عروض كندية
1 عرض فلسطيني
1 عرض مصري
1 عرض من بوركينا فاسو
7 ورشات
7 لقاءات

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115