مهرجان ربيع التربية: 1200 تلميذ صنعوا ربيعهم في مدينة المرجان

يصنعون ربيعهم، تزهر الاحلام في رحاب الفنون لاحتضان امالهم الصغيرة، تزهر اجمل الافكار وتتشكل على المسرح،

يجتمعون في مدينة المرجان طبرقة ليقدموا ابداعاتهم ويتشاركوا احلامهم في الدورة الخامسة لمهرجان التربية.
المهرجان فرصة لالتقاء تلاميذ من مدارس ابتدائية مختلفة من ربوع تونس للتعريف بشعراء جهاتهم والحديث عن المعالم التاريخية التي تميز تلك الجهة، وشارك في الدورة الخامسة خمس عشرة مدرسة ابتدائية من ولايات قبلي والمنستير ونابل وبنزرت وجندوبة ونظم التظاهرة المدرسة الابتدائية الخاصة التي تديرها سارة بلطي والمدرسة الابتدائية مركز جاء بالله ويديرها فؤاد حمدي وشارك في التظاهرة قرابة 1200تلميذ تشاركوا متعة اللقاء والموسيقى والشعر والبحر.
حبّ الوطن يبدأ من حبّ المربي
اصنعوا ربيعكم، انثروا الابتسامات وزينوا ايامكم بالألوان والموسيقى والفنون، تألقوا بملابسكم التقليدية وهويتكم التونسية، تشاركوا التعريف بموروث جهاتكم ومدنكم، شعرائكم ومثقفي مدنكم فالربيع موشى بأجمل الزهور كذلك تونس حديقة ملونة باللهجات والأغاني وطريقة اللباس والفنون الشعبية وكل هذه الاختلافات شكلت باقة مميزة تفنن التلاميذ في تقديمها للجمهور في مسرح البازيليك بطبرقة وأبدعت التلميذة مرام هوايدي في تقديم الحفل.
في مدينة طبرقة اجتمع قرابة 1200تلميذ من مدارس ابتدائية مختلفة، من جل ولايات الجمهورية التونسية جمعهم حبّ المعلم والاحتفاء بربيعهم، ربيع التربية في دورته الخامسة، خمس عشرة مدرسة ابتدائية شاركت في المهرجان، تفتحت زهور الربيع لتحتفل بالمدرسة والتعليم والفنون، فتح «بازيليك» طبرقة ابوابه للاحلام الصغيرة لتعرّف بمورث جهاتها وتغني قصائد كتبها شعراء تلك المدينة ويقدموا عرضا للأزياء التقليدية المختلفة من حيث اللون و«الطريزة» وفي الاختلاف جمالية زادت مسرح البازيليك التاريخي شموخا.
انطلاق المهرجان كان باغنية جمعت كل التلاميذ المشاركين في المهرجان، كورال لتقديم اغنية «سيدي يا قمرة ضواية» وهي رسالة اعتراف بقيمة المربي لحنها قيس المشرقي وكتب كلماتها الشاعر فؤاد حمدي وبصوت واحدد رددت الحناجر الصغيرة «سيدي يا قمرة ضواية، سيدي يا نجمة في سماي، معاك نشوف الدنيا كبيرة، سيدي انت تضوّي حياتي، وانت الي تنوّرلي طريقي»وفي الاغنية اعتراف بقيمة المربي ودوره في ترسيخ قيم حبّ العلم والوطن، اغنية الكورال اهديت الى المربين محمد ماكني ومحمد التليلي محجوبي وسكينة الحاج علي وعماد مصطفى وصلاح الدين القنوني والامجد البحري وشهاب الصغير ودلال والي واحمد العليمي وسعيد نصر الله ومنية سالمي وسارة بلطي الذين اصطحبوا تلاميذهم ليشاركوا في المهرجان.
لتكون المصافحة الاولى وطنية تعلم التلميذ حب الوطن واحترام العلم البهيّ «لا يجب ان نكتفي بالدروس، نعلم ابناءنا معنى الوطن والوطنية، لستة وثلاثين عاما احاول غرس قيم الوطنية واحترام العلم واحترام المعلم في ابنائي التلاميذ، النشيد الوطني ليس مجرد كلمات القنها لأبنائي التلاميذ بل درس في القيم والأخلاق، احاول دائما تعليمهم كيف يكونون مواطنين يعرفون حقوقهم وواجباتهم» حسب تصريح فؤاد حمدي مدير المدرسة الابتدائية جاء بالله بطبرقة احد الاطراف المنظمة للمهرجان الذي انطلق منذ خمسة اعوام في المدرسة الابتدائية الهادي خليل بوسالم وكان فؤاد حمدي المتحصل على وسام الجمهورية هو باعث المهرجان ومازال يصرّ على نجاحه وتشريك عدد اكبر من التلاميذ «المهرجان فرصة للقاء وتبادل المعارف، واكتشاف تلميذ اقصى الجنوب للجزء الشمالي من البلاد».
حين يتشارك المربي وتلميذه حبّ الفن يكون الابداع
خمس عشرة مدرسة ابتدائية شاركت في ربيع التربية ونثرت ورودها في طبرقة من جنوب البلاد الى شمالها التقى تلاميذ المدارس الابتدائية الواحة وابو القاسم الشابي من بوابة الصحراء دوز جاؤوا محملين بروح شامخة كما النخيل، تصحبهم اشعار البشير عبد العظيم وغناؤه للمربي، ومثلت مدرستا شارع الحبيب بورقيبة الحمامات وابن خلدون سيدي الجديدي ولاية نابل وشاركت مدينة المكنين بإبداعات ابناء مدرسة محمد زخامة الذين تغنوا بفخار مدينتهم وألوانها وعزة ابنائها ومشاركاتهم في النضال الوطني.
ومن بنزرت شاركت مدرسة ريفية عدد تلاميذها صغير مقارنة بأحلامهم وقدراتهم في التمثيل والإلقاء وهي مدرسة الجبيرة جومين جميعهم جاؤوا لاكتشاف سحر ولاية جندوبة من خلال ما قدمه تلاميذ مدارس الهادي خليل والهناء بوسالم ومدرسة بوترفس بركوكش والمدرسة الابتدائية شارع بورقيبة ومدرسة نهج المعتمدية طبرقة مدرسة جاء بالله والمدرسة الخاصة الامتياز، فكان اللقاء عبارة عن حقل ربيع بألوانه الزاهية وضحكات التلاميذ واندهاشهم اثناء اكتشاف المواقع الاثرية والسياحية لطبرقة.
ربيع التربية المهرجان يحتفي بإبداعات التلاميذ ويحتفي ايضا باللقاء بين التلاميذ من جهات مختلفة، هو درس في الثقافة يقدم على الركح بطريقة مختلفة ويعزز الثقة بالنفس ومنه يتعرّف التلميذ على خصوصيات المدن الاخرى ويطلّع على شعرائها ومثقفيها، المهرجان كما باقة الورود جميل جمال تلك الابتسامات التي يصنعها التلميذ بعد العرض، تجربة ممتعة والاختلاف زاد المهرجان بريقا حسب تعبير السيدة سارة بلطي مديرة المدرسة الابتدائية الخاصة الامتياز احد الاطراف المنظمة للمهرجان، امرأة شرسة ومدافعة عن حق ابنائها في الثقافة والفنون «هذه المشهدية المبهجة جميلة ومخيفة في الوقت نفسه هذا العدد الكبير من الحضور يزيدنا عزما للعمل اكثر لنحقق احلام اطفالنا، اليوم تأكد ان مصلحة التلميذ هدفنا ولا مبرر للتفرقة بين العمومي والخاص في التعليم، فالتلميذ هو مصلحتنا المشتركة، فلنتشارك هذا الحبّ ونحلم مع أطفالنا حسب تعبيرها في افتتاح المهرجان.
في مسرح «البازيليك» تميز تلاميذ مدرسة ابو القاسم الشابي دوز بلباسهم التقليدي الموشى بألوان الصحراء، انتشرت رائحة ماء «الزهر» من ابناء الحمامات، تألقت فتيات مدرسة نهج المعتمدية طبرقة في عرض للأزياء تتقدمهم المربية منية سالمي، وتجمل ابناء مدرسة الجبيرة بلباس تقليدي ريفي مختلف عن الجميع، وعلى الركح تغنّى تلاميذ المكنين بهويتهم ومدينتهم، حمل ابناء مدرسة الواحة القليل من سحر الصحراء الى مدينة المرجان، انتشر شذى الزهور التي نثرها تلاميذ الامل لنثر امل الاطفال في غد أجمل تجمّل المسرح بأغاني التلاميذ وإلقائهم للشعر وقصائد لشعراء جهاتهم مثل الشاعر البشير بن عبد العظيم والشاعرة كريمة حسني ومصطفى عزوز ومحمد بوذينة، فلكل جهة شاعر يمثلها، ولكل مدينة شاعر عشقها فكتب فيها اجمل عبارات العشق والشغف، هذا العشق ابدعت الاجساد الصغيرة في ايصاله الى جمهور مسرح البازيليك في مهرجان ربيع التربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115