ببادرة من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية: الاحتفالات بشهر التراث 2022 تخرج عن النمطية

في المتاحف ترك لنا الأسلاف شواهد عن الحضارات وشذرات من التاريخ وقصصا عن الذاكرة والهوية. هي المتاحف التي يحيي العالم بأسره يومها العالمي في 18 ماي

من كل عام. وفي هذه السنة يأتي إحياء هذه المناسبة تحت شعار «قوة المتاحف» في تركيز على ثلاث أولويات: التنمية المستدامة، والابتكار من خلال الرقمنة، وبناء المجتمعات من خلال التعليم.
وبدورها احتفلت تونس على طريقتها باليوم العالمي للمتاحف طيلة شهر كامل تحت شعار «اللباس التقليدي: هويّة وطنية وخصوصية جهوية».
المتاحف تنير أضواء الحضارة ليلا
من الموقع الأثري بأوذنة انطلق الاحتفال بشهر التراث من خلال برمجة ممتعة وطريفة أعادت إلى مسرح أوذنة مجده وصداه ... وفي متحف الصحراء بدوز تم اختتام شهر التراث 2022 في سرد شيق لخصوصيات اللباس التقليدي بجهة الجنوب من «مظلة» و»بلغة» وبرنوس»...
ولعل ما سيبقى في البال من احتفالات أقيمت بشمال تونس وجنوبها من 18 ماي إلى 18 أفريل 2022 ضمن شهر التراث، هو اجتهاد وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية في استحداث طرق جديدة للاحتفال بشهر التراث، وكذلك ابتكار أساليب مختلفة لإحياء اليوم العالمي للمتاحف في اختتام شهر التراث. وفي فكرة طريفة قطعت مع السائد والمعتاد في الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف الموافق ليوم 18 ماي، قامت كل من الوكالة والمعهد الوطني للتراث بصفة استثنائية بفتح 15 متحفا للزيارة ليلا وبصفة مجانيّة ضمن «ليلة المتاحف التونسية «، وهي : المتحف الأثري بأوتيك – بنزرت والمتحف الأثري بنابل والمتحف الأثري بكركوان ومتحف النفيضة والمتحف الأثري بسوسة ومتحف المهدية والمتحف الأثري بالجم ومتحف الزعيم الحبيب بورقيبة بالمنستير ومتحف رباط المنستير ومتحف المكنين ومتحف سيدي عمر عبادة بالقيروان والمتحف الأثري بسبيطلة ومتحف جربة للتراث التقليدي ومتحف الصّحراء بدوز...
ومن مميزات الاحتفال بشهر التراث لسنة 2022، إطلاق وزارة الشؤون الثقافية بالتعاون مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث حملة وطنية تطوعية لتنظيف المعالم التاريخية والمواقع الأثرية بكامل تراب الجمهورية بمشاركة عدد من المؤسسات التربوية والجامعية ومكونات المجتمع المدني . وتقوم وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بصفة مستمرة إلى جانب حملات سنوية بالتعهد والصيانة والتنظيف وإزالة الأعشاب الطفيلية بالمواقع والمعالم الأثرية التي تشرف على إدارتها بكامل أنحاء الجمهورية.
في اليوم العالمي للمتاحف:
متحف باردو مغلقا... إلى متى !؟
لم يسبق وأن عرف متحف باردو فاجعة بخطورة ووجع اقتحامه سنة 2015 من طرف إرهابيين أفرغوا وابل رصاصهم الحاقد في جسد 22 سائحا لقوا حتفهم إلى جانب عشرات الجرحى ... لكن هذا المتحف لم يستسلم أمام اعتداء الظلامية على حرمته وتاريخه ولم يضعن للخوف والبقاء في الظلام بل سرعان ما سارع إلى إعادة فتح أبوابه أمام زواره في تحد للإرهاب وفي إعلان بأن ثقافة الحياة أقوى من الموت.
واليوم أجبرت السياسة شيخ المتاحف التونسية على غلق أبوابه لأنه محاذ لمجلس نواب الشعب ويشترك معه في السياج الحديدي الخارجي !
حوالي 10 أشهر مرّت على غلق متحف باردو الذي دفع ضريبة قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 جويلية 2021 بتجميد صلاحيات البرلمان.
بفضل ثروته النادرة من اللوحات الفسيفسائية، كان المتحف الوطني بباردو وجهة أساسية السياحة الداخلية والخارجية وقبلة الوفود الرسمية سيما بعد أن شهد مصرع ضحايا من مختلف الجنسيات كان ذنبها الوحيد التعطش للتعرف على تاريخ الحضارات وآثار العصور الغابرة .
وإلى اليوم بقيت النداءات والشعارات من قبيل «حل متحف باردو» بلا صدى عند «أهل الحل والعقد» وضاعت كل المحاولات لإعادة فتح المتحف سدى !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115