قريبا انطلاق مهرجان «قابس سينما فن»: هند صبري تعود إلى «البداية» وتختار «الأرض»

هي «واحة خضراء تمتد مستطيلة من شاطئ البحر حتى تقترب من الروابي الجرداء... يبتسم لها الخليج من الشرق وتطل عليها الروابي الجبلية من الغرب...»

هكذا وصف محمد المرزوقي قابس واصفا إياها في كتابه الشهير بأنها «جنة الدنيا» بغابتها وخليجها وتاريخها... أما اليوم فقد أضاع التلوث من قابس مفتاح الجنة. وفي هذا السياق يحمل «مهرجان قابس سينما فن» على عاتقه مهمة الدفاع عن حق المدينة وسكانها في بيئة نظيفة وهواء نقي وبحر صالح للسباحة...
بعيدا عن مركزية العاصمة، يقترح مهرجان قابس سينما فن على ضيوفه وجمهوره برمجة مدروسة وهادفة من 6 إلى 12 ماي 2022. وقد عقدت الهيئة المديرة مساء أول أمس ندوة صحفية لتقديم كل تفاصيل دورته الرابعة.
السينما صديقة للبيئة وتتصدى للتلوث في قابس
في ما مضى كانت قابس عذبة الرائحة والروح وكانت واحاتها الغنّاء تنشر رائحة الحنّاء في الأرجاء... إلاّ أنّ «قابس جنة الدنيا» في الأمس قد أصبحت اليوم عنوانا للكارثة البيئية وأصبح خليجها مقبرة لسفن المحروقات الغرقى والنفايات الخطرة... ولأنّ الفن قادر على تجميل وجه المدينة والتوعية بضرورة إنقاذ البيئة، ينتظم مهرجان قابس سينما فن في سياق مخصوص وفي رهان أكبر على التفرد والخصوصية مقارنة ببقية المهرجانات السينمائية.
وفي بسط لأهم محطات دورته الرابعة، تقول مديرة المهرجان فاطمة الشريف: «بعد الدورة ثالثة استثنائية تعايشت مع الوضع الوبائي العالمي (كوفيد 19)، كان من المهم بالنسبة إلينا اللقاء والنقاش ومشاهدة الأفلام في قاعات العرض حتى يؤثث الفن الفضاء العام. في هذه السنة نواصل الالتزام بخياراتنا والرهان على أهدافنا بأن تكون السينما أداة تحرر وتقدم . ومن خلال أقسامه الأربعة «فن الفيديو» و«الواقع الافتراضي» و«السينما» و»فن وفكر» يسلط مهرجان قابس سينما فن الضوء على تجارب فنية «خارج الصندوق»، تملك قوة السرد المغاير وتقطع مع التصورات السائدة».
لا يلهث مهرجان قابس سينما فن وراء الإبهار الكاذب أو استغلال أضواء «النجوم» الآفلة بل يطمح إلى التأسيس والتغيير. وفي هذا الإطار يقول المدير الفني للمهرجان إقبال زليلة: «لا نعتبر مهرجان قابس مجرد واجهة للسينما العربية بل هو «أغورا» للفن السابع وفنون الصورة. لا نطمح في ڤابس إلى تقديم سينما لها «تمثيلية»، بقدر ما ندافع على أفلام تقطع مع السائد حتى وإن كانت تمثل أقلية. إننا نشجع السينما المقاومة والمنفتحة على العالم في اقتراح لمقاربات متفردة تتحدى إملاءات السوق وكل محاولات تقويض الهوية والهيمنة الثقافية».
كلاسيكيات السينما المصرية في «تعالا شوف»
تتعدد الأقسام وتتنوع الفقرات في مهرجان قابس سينما فن إلاّ أنها تلتقي عند عتبة الالتزام والبحث الجاد عن ترك بصمة في الزمان والمكان. وقد تم ترشيح 10 أفلام من مناخات وجغرافيا مختارة للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة و11 فيلما ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.
ومن بين المحطات اللافتة للاهتمام في الدورة الرابعة من مهرجان قابس سينما فن هي قسم «تعالا شوف» حيث تقترح النجمة العربية هند صبري بصفتها الرئيسة الشرفية للمهرجان على الجمهور مرافقتها إلى عوالم السينما المصرية في أواخر الستينات ومنتصف الثمانينات من خلال شاشة الكلاسيكيات السينما العربية. وقد اختارت هند صبري عرض فيلم «الأرض» المقتبس من رواية عبد الرحمن الشرقاوي في إخراج ليوسف شاهين. وتعتبر هند صبري هذا الفيلم من أهم أفلام سينما يوسف شاهين الملتزمة، فيلم لكل زمان، يحاور رهاننا كما ماضينا «فمن لا يكون حر في قوته لا يكون حر في قراراته» .
أما الفيلم الثاني الذي تقترحه هند صبري في «تعالا شوف» فيحمل عنوان «البداية» لرائد السينما الواقعية المصرية صلاح أبو سيف. ويعود إنتاج الفيلم إلى سنة 1986 ويقول عنه مخرجه«حاولت أن أقدم فيلما خياليا لكني وجدته يأخذ شكلا من واقع الحياة ..». 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115